فهذه الطفلة المجيدة قد كانت تعلم يقيناً، لحال أستنارة عقلها بالنور السماوي، أن الله لا يقبل قلباً مقسوماً، بل يريد أن يكون القلب بجملته مكرساً لحبه، كحسب الوصية الموسومة منه تعالى على كلٍ من البشر بقوله: أن تحب الرب إلهك من كل نفسك ومن كل قوتك: فلذلك هي منذ الوقت الذي فيه أبتدأت أن تعيش، شرعت حالاً في أن تحبه عز وجل من كل قلبها، ومن كل قواها، وقد أوهبته ذاتها بجملتها. الا أن نفسها الكلية القداسة كانت تنتظر بأشواقٍ مضطرمة. الزمن الذي فيه تكرس له ذاتها بالتمام والكمال حقيقةً وبطقسٍ خارجي أحتفالي.