تكريم يسوع لأمّه



تكريم يسوع لأمّه

لا بل يتجاسر البعض ويقول أنّ في كلامه إهانةٌ لأمّه مريم. فهل من المُمكنِ لمَن أعطى وصيّة “أكرم أباكَ وأمّكَ” (خر 20: 12) أن يرتكب هو خطيئةٌ جسيمةٌ ويُهين أمّه ؟! هو الذي “شابهنا في كلّ شيء ما عدا الخطيئة“ (رومة ٨:٣) ففي تفسيرٍ كهذا، إهانةٌ كبيرةٌ ومباشرةٌ ليسوع المسيح وليس لمريم العذراء !
ولإثبات العكس، أَيْ إكرام الإله لأمّه العذراء مريم، مكتوبٌ أيضًا:
1- “السلام عليكِ. يا مُمتلئة نعمة، الرّب معكِ. مباركةٌ أنتِ بين النساء” (لو 1: 28)
سلامُ الملاك لها، وإعلانه لها ولنا أنّ الله مَلأها نعمةً قبل أن يتجسّد المخلّص في أحشائها، وهنا تفسّر الكنيسة الكاثوليكيّة في تعليمها الرسمي، أنّ مريم “حُبِل بها بلا دنس” :
<< “لكي تكون مريم أمّ المخلّص “نفحَها الله من المواهب بما يتناسبُ ومثل هذه المهمّة العظيمة”. فالملاك جبرائيل يُحيّيها إبّان البشارةِ على أنّها “مُمتلئةٌ نعمةً”. ولكي تستطيع أن توافِقَ موافقة إيمانها الحرّة على البشارة بالدّعوة التي دُعِيت إليها، كان لا بدّ لها من أن تكون محمولةٌ على نعمة الله.” >> (كتاب التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكيّة– 490)
<< إنّ الطوباويّة العذراء مريم قد صينَت، منذ اللحظة الأولى للحبل بها، سليمةً من كلّ لطخةٍ من لطخات الخطيئة الأصليّةٍ، وذلك بنعمةٍ من الله الكليّ القدرة وبإنعامٍ منه، نظرًا الى استحقاقات يسوع المسيح مخلّص الجنس البشري.”>> (كتاب التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكيّة-491)
… فأيُّ إكرامٍ فريدٍ من الله هذا، ليدعوها الملاك: “مباركةٌ بين جميع النساء” ؟!
2- ستطوّبني جميع الأجيال، لأنّ القدير صَنع بيَ العَظائم. (لو 1: 49)
تُقِرُّ مريم -عُرفانًا بجميل الله وتواضعًا منها- وتصرّح في نشيدها، أنّ الرّب أكرمها أكبر إكرامٍ، بعد أن “نظر إلى تواضع أمَته” (لو 1 :48) كافأها ورَفعها “رفع المتواضعين (لو 1 :52) كيف ؟ : صانعًا بها العظائم، بل وأيضًا تُعلِن أنّه سيجعلُ جميع الأجيال تطوّبها، أي ليس فقط لأنّها صارت أمّ الإله وأمّ الخلاص، (لأنّها حملته في بطنها وأرضعته) بل أيضًا لأنّهاتواضعت !
3- ومكافأةً لخضوعها وإيمانها، هي الخادمةُ الأَمينة، أكرمها الله وصارت؛ أمّ الكنيسة وشريكةَ الفداء، وحَوّاء الجديدة.
“بخضوع مريم العذراء الدائم والكامل لإرداة الآب، وبمُمشاتها لعمل ابنها الفدائي، ولعمل الروح القدس كلّه، كانت للكنيسة مثال الإيمان والمحبّة. وهي بذلك “عضوٌ في الكنيسة فائقٌ ووحيدٌ”، بل إنّها التحقيق المثاليّ للكنيسة !”
(كتاب التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكيّة – 967)
4- لذلك ظَهَرَتْ مريم ملتحفة بالشمس (النور الإلهي) ومُكلّلةً بالنجوم (المجد؛ أسباط إسرائيل الإثنا عشر) تطأ القمر (الخطيئة):
“آيَةٌ عَظِيمَةٌ فِي السَّمَاءِ: امْرَأَةٌ مُتَسَرْبِلَةٌ بِالشَّمْسِ، وَالْقَمَرُ تَحْتَ رِجْلَيْهَا، وَعَلَى رَأْسِهَا إِكْلِيلٌ مِنِ اثْنَيْ عَشَرَ كَوْكَبًا” (رؤ 12: 1)

هل تبحث عن  لماذا نصوم صوم السيدة العذراء ؟

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي