الادارة
نشر منذ سنتين
4
أيقونة والدة الإله الموجودة بالقرب من فراشه


القديس أندراوس أفالينوس، أنه حينما دنت ساعة موته، قد جاءت اليه عشرة آلاف شيطاناً ليحاربوه بالتجارب. ولذلك قد حصل هو في حين نزاعه على معركةٍ قويةٍ جداً من القوات الجهنمية بهذا المقدار هائلة، حتى أن جميع الرهبان الذين كانوا محيطين به قد أرتاعوا خوفاً، وقد شاهدوا وجه القديس قد أنتفخ بزيادةٍ من شدة المجاهدة، وأستحال الى السواد. ونظروا أعضاء جسده كلها ترتعش فرقاً بأنزعاجٍ قويٍ، وعينيه مدرفةً تياراتٍ من الدموع، ورأسه يختبط بأغتصابٍ، وهذه العلامات كلها كانت تدل بكفايةٍ على شدة المعركة التي كان القديس يحارب بها قوات الجحيم. فالجميع طفقوا يبكون من التوجع له، ويضاعفون الصلوات والابتهالات من أجله، في الوقت الذي فيه كانوا يرتجفون من شدة الخوف والهلع اللذين ألما بهم، عند مشاهدتهم ديساً يموت على هذه الحال، غير أن تعزيتهم الوحيدة كانت قائمةً في أنهم، كانوا يشاهدونه مراتٍ مترادفةً يحول بعينيه نحو أيقونة والدة الإله الموجودة بالقرب من فراشه كمن يلتمس منها المعونة، متذكرين ما كان يقوله هو لهم في مدة حياته مراتٍ كثيرةً، بأن مريم البتول مزمعةٌ أن تكون ملجأه في ساعة موته. فقد أرتضى الله أخيراً بأن عبده هذا البار يفوز بالأنتصار الكامل المجيد، لأن جسمه قد هدأ من أختباطه، وزال أنتفاخ وجهه، وأرتد الى لونه القديم، وأحدق بنظره بعبادةٍ في تلك الأيقونة محنياً لديها رأسه بأحترامٍ، كمن يشكر فضلها، (ويظن بالصواب أن البتول المجيدة قد ظهرت له حينئذِ) وهكذا بكل هدوءٍ وسلامٍ قد أنتقل الى الحياة الأبدية، مسلماً نفسه بيدي هذه السيدة الجليلة بعذوبةٍ سماويةٍ، وفي تلك الساعة عينها كانت أحدى الراهبات الكبوجيات مدنفةً على الموت، فهتفت نحو الراهبات الحاضرات عندها قائلةً: يا أخواتي أتلون السلام الملائكي، لأنه الآن قد مات قديسٌ:*
هل تبحث عن  الأصحاح الحادي والعشرون – طريق النصرة سفر العدد القمص تادرس يعقوب ملطي

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي