– مواقف مريمية مُفرِحة يتصوَّرها مار يعقوب السروجي
صوِّر لنا القديس مار يعقوب السروجي مواقف للقديسة مريم تكشف عن فكر هذه الحمامة الطاهرة البهيَّة وحياتها شبه السماوية. ارتبك القديس يوسف للغاية، إذ رأى الطاهرة مريم قد أدركت ما بفكره، فقالت في داخلها: “ها ابني يشهد أنه من العلو، وأنا لم أشعر برجلٍ قط”.
1. حوار بين يوسف ومريم
2. العذراء تُناجِي طفلها وربَّها يسوع
3. حوار القديسة مع المجوس
4. شركتها مع خورُس الملائكة
يتصوَّر القديس مار يعقوب السروجي أن القديس يوسف، وقد سمع ما قالته القديسة مريم بأن الذي في أحشائها من الأعالي، ولم يمسّها رجلُ ما، تعجَّب. ولكن كيف يتحقَّق من أمرٍ لم يحدث من قبل ما يُشبِهه عبر كل الأجيال السابقة، ولا نظر أحد من رجال الله أمرًا كهذا: أن بتولًا تَحْبَل بدون زرع بشر.
قالت له القديسة مريم إن الطبيعة تسمح بميلاد أبناء دون زواج فتاةٍ برجلٍ:
1. فبمن تزوجت الأرض، حين أنجبت ابنها آدم (تك 2: 7)؟
2. وكيف وُلِد آدم الرجل حواء بغير زواج (تك 2: 21 إلخ.)؟
3. كيف أنجبت الشجرة كبشًا يُقدِّمه إبراهيم ذبيحة (تك 22: 13)؟
4. بمن تزوجت الصخرة، فأنجبت أنهارًا في البرية (خر 17: 6)؟
5. كيف أفرخت عصا هرون الجافة أغصانًا (عد 17: 8)؟
6. كيف أنجب فك الحمار الميّت ماءً للشرب (قض 15: 19)؟
فهل يستحيل أن يتجسد كلمة الله القدوس في البتول؟
أما عن الكتاب المقدس، فتبقى عبارات إشعياء النبي شاهدة أن بتولًا تحبل وتلد ابنًا يُدعَى عمانوئيل (إش 7: 14).
* حوَّلتْ عينيها نحو حضنها، وتوجَّهت بمحبة إلى الكائن في أحشائها، وقالت:
أيها الحق الذي به ظُلِمت، أشرق بحقك، ولا تحجب عن المسكين حقيقة أمك.
أظهر فعلك للأب المستعار (يوسف) الذي لك على الأرض؛ لئلا يبتعد منه سرّ ميلادك.
أيها الرحوم أشفق على برِّه كما رحمني؛ وباستعلانك فرِّح قلبه، وانزع عنه حزنه.
يا ابني لا تحجب حَبَلك عنه، لئلا يهلك؛
اعتذر له عوض والدتك، لئلا يتشكَّك..
لا تتركه يختنق بالشوك من أجل الحَبَل بك؛
بل اجعله يلتصق بميناء إيمانك المملوء رجاءً.
2. العذراء تُناجِي طفلها وربَّها يسوع
يتصوَّر القديس مار يعقوب السروجي القديسة وقد وقفت أمام طفلها تسأله أن يسمح لها أن تسجد أمامه، ويهب ذراعيها قوة كالكاروبيم، فتستطيع أن تحمله، ويهب لسانها روح التقديس العظيم فتُسَبِّحه كما يُسَبِّحه السيرافيم، ويهب رجليها قوة العجلات السماوية، فتنطلق به إلى أرض اليهودية.
* دُهِشَتْ مريم وتعجَّبت بالمولود؛ هربت أوجاعها، وبغير ألمٍ سجدت لابنها يسوع.
ضَمَّت يديها، وخرَّتْ قدامه في صلاةٍ،
فتحت فمها وناجت ابنها بدالة:
يا ابن المظلومة، ائذن لأمك أن تكلمك،
يا سيد أُمهِ، لتأمر لأُمِّك أن تُحدِّثك.
اصرف الجنود ليصعدوا إلى مكانك بغير اضطراب؛
ها أنت هنا، فلتمضِ الملائكة إليك في العلو.
انتهر النورانيين، ليفسحوا لي أن أَتقدَّم إليكِ.
أَعطِ لذراعيّ بقوَّتِك عصمة الكاروبيم،
لكي يُحَرِّكاك بين المساكين الذين أكرمتهم..
ضع على لساني التقديس العظيم الذي للسيرافيم،
لكي ينطق لك فمي بالتقديس بغير فتورٍ.
ارسم في ضميري الحركات العظيمة التي للكاروبيم،
ليبارك اسمك العظيم المخفي من الكل.
هَبْ لرجليَّ حدة العجلات المُسرِعة،
لتنقلك إلى أرض اليهودية كما يحسن لك..
أعطِ يا ابن الملك المجد العظيم لحضن أُمِّك،
لكي يكون مثل المركبة تتكرَّم بها بالبهاء العظيم.
← ابحث هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمزيد من المقالات والكتب والصلوات..
3. حوار القديسة مع المجوس
* انحنى الأقوياء (المجوس) على وجوههم متوسِّلين إليه،
والأم البتول بحكمةٍ تفكر في قلبها.
قالت الطوباوية مثل هذه العبارات للمجوس الذين سجدوا للابن بتكريمهم له:
أيها الناس، كيف رأيتموه ملكًا؟
من أَرسَلَكم؟ اكشفوا لي السرّ، مَن أَخبرَكم عن مملكته؟
أي نظام وجدتموه هنا يخضع له؟
أين هو تاجه إن كان ملكًا كما تقولون؟
ها أنتم تنظرون الفقر الذي لا يُفارِقه، وأنا أُمه فقيرة ومعوزة.
أين صفوف الشعب التي نظرتموها مُحيِطَة به،
وكم من الجنود تجدون أمام أبوابه لإكرامه.
كم من حملة السلاح يوجدون معه حسب كلمتكم،
وكم من فارسٍ معه الآن كما تقولون..
هل وجدتم ذهبًا أو فضةً كما في بيوت الملوك؟
وهل له غِنَى أو سلطان يُكرَم به؟
هل يقف العبيد أو يطيعه الخدام؟
وهل الصفوف مُمتدَّة أو هل يتبعه جيش؟
هل تاجه عظيم؟ أو له مركبة للاحتفاء به؟
وهل لباسه يلمع؟ أو هل صُفت الأحجار الكريمة في إكليله؟
ماذا يوجد فيه يُظهِره أنه ملك كما تقولون؟
ومن غصبكم لتنظروا وجهه بتقديم القرابين؟
4. شركتها مع خورُس الملائكة
بميلاد هذا الطفل العجيب انتهت فترة الحزن التي سادت على البشرية منذ سقوط الأبوين الأوّلين، وجاء وقت الفرح المجيد. جاء يدعو البشرية “الحزينة” “العروس المتهللة مع السمائيين”.
* في هذا اليوم رتَّلَتْ مريم هذه الأصوات،
وأنشدت البتول للطفل الهادئ ترتيلًا حلوًا.
اختلطت مناجاتها بترتيل السمائيين،
والتصق صوتها بالرعد العظيم الذي للسيرافيم.
غلب لغوها هتاف الملائكة العلويين،
لأنه بدالة رتَّلت لابنها عندما ولدته..
عظيم هو مجد هذا اليوم أكثر من كل الأيام،
ومجد جمال هذا العيد من كل الأعياد.
استيقظي أيتها الكنيسة بتراتيلك الحسنة،
وقَرِّبي للابن أصناف الأصوات في يوم ميلاده..
في هذا اليوم ابتهجت تلك التي كانت متروكة في الحزن، لأن العريس جاء.
في هذا اليوم انتهت مدة الحزينة،
لأنه صار العُرْس لتتعزَّى فيه من حزنها.
في هذا اليوم صار العتق للمُستعبَدة،
لأنها كانت مرتبطة بخدمة الأصنام.
في هذا اليوم انحلَّت الرباطات،
لأن الجبار قام وكسر القيود التي حبستها.
في هذا اليوم تحررت مسبية الشياطين،
لأنهم هربوا من الرب الحق، واسترد ما له.
في هذا اليوم خرجت المسجونة في الظلمة،
لأن النور أشرق، وحطَّم أبواب الظلمة..
في هذا اليوم بنى المهندس البيت الذي سقط،
وسنده باللاهوت لئلا يقع.
في هذا اليوم تحقق الرضا على آدم من قبل سيده،
لأن الابن أشرق وألقى السلام بينهما.