لنيافة الحبر الجليل الأنبا متاؤس الأسقف العام
العذراء في قطع الساعة السادسة

5 – قطع الساعة السادسة

أ) إذ ليس لنا دالة ولا حجة ولا معذرة من أجل كثرة خطايانا فنحن بك نتوسل إلى الذي ولد منك يا والدة الإله.. لأن كثيرة هي شفاعتك ومقبولة عند مخلصنا:
بسبب كثرة خطايانا وتعدياتنا على الله وعلى وصيته تضعف محبتنا لله لأنه “بسبب كثرة الإثم تبرد محبة الكثيرين” ويتلو ذلك ضعف صلواتنا وفقدان الدالة القوية مع الله والجرأة أمامه في الصلاة لذلك نتشفع بالعذراء والدة الإله ذات الدالة القوية لكي تساعدنا بصلواتها وتعوض وتكمل نقص صلواتنا بصلواتها حتى نجد دالة ورحمة أمامه.

تمام كالابن الذي يكسر وصايا أبيه المرة تلو الأخرى فيغضب عليه أبوه ولا يعود يلبي له طلبا، فيستعين هذا الابن بوالدته حتى تتشفع له لدى أبيه لكي يرضى عنه ويغفر له غلطاته السابقة ويلبي له طلباته الماسة والملحة.

اعترافنا بخطايانا أمام الله وعدم دالتنا أمامه هو كاعتراف الآباء القديسين الذين كانوا يقولون “أخطأنا نحن وآباؤنا.. لك يا رب الكرامة أما نحن فلنا خزي الوجوه” (دا 5:9- 7، عز 7:9) أي عدم الدالة والجرأة للوقوف أما الله بسبب خطايانا، وهكذا يقول أرميا النبي “نضطجع في خزينا ويغطينا خجلنا لأننا إلى الرب إلهنا أخطأنا ولم نسمع لصوت إلهنا” (أر 25:3).

أيتها الأم الطاهرة لا ترفضي الخطاة من شفاعتك عند الذي ولد منك:
نطلب من أمنا العذراء مريم أن لا ترفض مساعدتنا بصلواتها وشفاعتها لدى أبنها الحبيب بسبب خطايانا أو تعدياتنا. لأنها أم والأم تتصف دائمًا بالحنان والمحبة لأولادها وتتغاضى عن هفواتهم وتطلب دائمًا لهم الخير والصالح لحياتهم.

لأنه رحيم وقادر على خلاصنا لأنه تألم من أجلنا لكي ينقذنا…
نطلب إلى أمنا العذراء مريم ألا ترفض مساعدتنا بصلواتها بسبب خطايانا وتعدياتنا خصوصًا أنها تتشفع أمام إله رحيم ومحب للبشر وبسبب محبته ورحمته تألم من أجلنا على الصليب حتى الموت لكي ينقذنا من خطايانا ومن المصير المرعب المعد للخطاة “ليس حب أعظم من هذا أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه” (يو13:15). والرب يسوع “بسبب السرور الموضوع أمامه (وهو خلاص جنس البشر، أحتمل الصليب مستهينا بالخزي)” (عب3:12)

هل تبحث عن  كشف لنا الروح عن ذاته من خلال: "حمامة"

الرب يسوع مع رحمته علينا ومحبته لنا هو أيضًا قادر أن يجعلنا ننتصر على الشيطان والخطية والعالم فنتمتع ببركات الخلاص الذي أكمله الرب يسوع على الصليب ويستطيع أن يستفيد منه كل من يؤمن بالمسيح ويجاهد الجهاد الحسن القانوني.

(ب) أنت هي الممتلئة نعمة يا والدة الإله نسبحك (في بعض الأجبيات “نطوبك”) لأن من قبل صليب أبنك الحبيب أنهبط الجحيم وبطل الموت…
العذراء مريم ممتلئة نعمة بشهادة الملاك جبرائيل الذي خاطبها بقوله “سلام لك أيتها المنعم عليها الرب معك” (لو1) والعذراء مريم ممتلئة نعمة لأنها ممتلئة تواضعًا والوحي يعلمنا قائلا “يقاوم الله المستكبرين أمام المتواضعين فيعطيهم نعمة” (يع6:4).

والدة الإله: هو اللقب الرئيسي والرسمي في الكنيسة للعذراء مريم وبسبب هذا اللقب اجتمع مجمع أفسس المسكوني من مائتي أسقف وأصدروا مقدمة قانون الإيمان قائلين “نعظمك يا أم النور الحقيقي ونمجدك أيتها العذراء مريم والدة الإله” نسبحك: أي نتغنى بفضائلك وبصفاتك الحسنة، ونقدم لك التمجيد اللائق بك كوالدة الإله، وليس بمعنى التسبيح المقدم لله كإله وخالق ومعبود. الكلمة واحدة لكن المعنى المقصود مختلف تمامًا، فيجب ألا نخلط بين الأمرين.

نقدم لها التمجيد والتطويب بسبب فضائلها وأيضا بسبب أنها والدة الإله المتجسد منها لأجل خلاصنا والذي من قبل صليبه انهبط وانهار الجحيم وكسر شوكة الموت بموته وأبطل قوة ذاك الذي له سلطان الموت أي إبليس وحررنا من عبودية الخطية المؤدية للموت والهلاك في الجحيم.

لذلك نحن نقدم الشكر لله على محبته وخلاصه وللعذراء مريم وسيلة هذا الخلاص لأنها السلم الذي نزل عليه الرب إلى أرضنا والباب الذي دخل منه المسيح إلى عالمنا.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي