تحت ذيل حمايتك
تعتبر هذه الصلاة من اقدم الصلوات الخاصة بمريم العذراء , اذ انها ترقى
الى منتصف القرن الثالث , وهي تعبر بكلمات بسيطة عن مشاعر الحب
واللجوء البنوي الى البتول القديسة . لقد استلهم مؤلفها مطلع الصلاة من
المزمور السادس عشر حيث تقول الاية : (( وبظل جناحيك استرني )) .
وهكذا فان مريم تبسط جناحيها اي ذراعيها كملجأ امين يهرع اليه المؤمنون
في ساعات الشدة والخطر فيجدون فيه ملاذا امينا” , وعونا قويا , وحنانا
والديا . ان هذه الصلاة تذكرنا بعهود الاضطهادات التي شنتها الوثنية على
الكنيسة الناشئة , عندما استشهد عدد كبير من المسيحيين لتمسكهم بعقيدتهم
وولائهم للمسيح . ففي ساعاتهم الاخيرة والموت يحدق بهم كانوا يرفعون
الحاظهم وقلوبهم الى مريم يطلبون عونها لئلا يفقدوا شجاعتهم ويخونوا ربهم .
فلنردد هذه الصلاة الجميلة بايمان وثقة كما فعل السلف الصالح , ومريم الرؤوفة
تقبلنا دائما وتضعنا في ظلال حبها الوالدي وتهرع لنجدتنا في صعوبات الحياة .
خبر
في مطلع القرن التاسع عشر تم تجديد الحياة الرهبانية عند الكلدان في العراق ,
على يد رجل فاضل اسمه الاب جبرائيل دنبو , الذي اختار دير الربان هرمز ليبعث
فيه الحياة النسكية من جديد بعد ان كانت قد اندثرت فترة من الزمان .
يذكر تاريخ الرهبنة ان هذا الاب البار عندما وطأت قدماه عتبة الدير لاول مرة
مع رفيقين اختارا الحياة الرهبانية معه . التجأ الى مريم وتلا بصوت جهوري
صلاة تدفقت من قلبه كتدفق الماء الزلال من ينبوع صاف , قال ( انني اتضرع
اليك ايتها العذراء المباركة , يافخر الابرار, وملجأ المؤمنين , واكليل المتعبدين
لها ,وام التائبين , وسلطانة الآباء والصديقين . انت غاية فرحنا .
وبك ننال من الله كل الخيرات والبركات , وانت تؤهلينا للمواهب الصالحة …
نتوسل اليك ان تمدينا بعونك وتهدينا بارشادك , واجعلي ياشفيعتنا ان نكون اعمالنا
طاهرةفي جميع ايامنا , واشركينا في الام ابنك الحبيب آمين ))
لقد استجابت العذراء الى التماس هذا الرجل الورع , فباركت الرهبنة الجديدة
اذ نمت وازدادعدد افرادها وملأوا الصوامع الدير يصعدون آيات الحمد والمجد
للرب يسوع وامه الطوباوية التي قوت مجدد الرهبانية بالصبر والثبات والشجاعة
حتى كلل حياته بالاستشهاد .
اكرام
ردد بثقة وايمان صلاة (( تحت ذيل حمايتك ))
نافذة
نجينا على الدوام من جميع المخاطر يامريم