لنا الفخر أنك أمنا بعد أن سلمك الرب لتلميذه يوحنا الحبيب
يا دائمة البتولية حتى أنتقالك للسماء
كنت بارة وفاضلة
كنت أمرأة صوم وصلاة
كيف لا وأنت من ولدت في ناصرة الجليل
من أبوين فاضلين وعاقرين
قدمتك أمك القديسة حنة للهيكل وفاء”لنذرها
وعمرك ثلاث سنوات
خدمت الهيكل إثنا عشر سنة
بأصوام وصلوات
كنت بارة وتقية
حتى توفي والداك
فوقعت القرعة على يوسف البار فصار خطيبك
وجدك الرب مستحقة بين كل النساء
أن تكوني العذراء التي يتجسد في أحشائها
نبوءة العهد القديم تحققت فيك
هالعذراء تحبل وتلد ابنا”وتدعو اسمه عمانوئيل
كنت متواضعة وقبلت بشارة الملاك
فانشدت أجمل أنشودة للخلاص :
(تعظم نفسي الرب وتبتهج روحي بالله مخلصي
لأنه نظر إلى اتضاع أمته
فهوذا منذ الآن جميع الأجيال تطوبني)
فاستحقيت الطوبى منا إلى مدى الأجيال
فطوباك يا قديسة مريم…
يا والدة الله الظاهر بالجسد
والدة المسيح المخلص
والدة النور… والدة الطريق والحق والحياة
لم يرفض لك ابنك طلب
حين طلبت منه في عرس قانا الجليل
رغم أن ساعته لم تكن قد حانت لإظهار ألوهيته
ولكنه مع ذلك لبى واستجاب…..
وقال لك :ما لي ولك يا أمرأة…. ليس إقلالا”من قيمتك….. بل ليعيد للأذهان بحواء المرأة دخلت الخطيئة العالم … بالعذراء المرأة التي ولدت مخلص العالم الذي خلصنا من الخطيئة ..
عشت ثلاثين سنة في بيت يوسف النجار
ترعين وتعتنين بإله وإنسان
الذي لا يحده الكون شاء أن يسكن أحشاءك
شاء أن يرضع كالأطفال…. يعمل نجارا”
جال يصنع خيرا”يشفي المرضى.. يهدء العاصفة…. يقوم المنحنين… يقيم الموتى
وأنت كنت تحفظين كل ذلك في قلبك
طوباك أيتها الفاضلة…
يا من شهدت آلام أبنك على الصليب
محتقر… مرذول…. رجل آلام…. مختبر أوجاع
تحققت نبوءة سمعان الشيخ فيك
حين باركك وقال:سيجوز سيف في بطنك
وعند الصليب… عند أقدام أبنك
جاز سيف الألم…… أم تبكي ابنها بالجسد
وبعين الأيمان تفرح لأنه الإله مخلص العالم
وأخيرا” لشدة حبه لك… لم يشأ المخلص تركك دون رعاية…. لأنه بكرك ووحيدك… فسلمك
ليوحنا الحبيب.. عشت في بيته أثنتا عشرة سنة لحين شاء الرب أن ينقلك لجواره
ومن يومها صار لنا شرف أن تصيري أمنا…. أم كل من يؤمن بابنك متجسدا”….وفاديا”للبشرية
ومن يجرأ ألا يكرمك ويطوبك……
كل عام وأنت أمنا
تشفعي عند ابنك ليرفع عنا هذا الوباء
كل عام وأنت فخر الأمهات الفاضلات
وكل عام وكل الأمهات بألف خير
محميين بالدم الثمين…
والمجد لربنا وفادينا المسيح….
