عن العذراء مريم اتحدث

أنت متخيل التلاميذ اللي “فتنوا المسكونة” زي الكتاب ما بيقول
.. دول عاشروا المسيح ٣ سنين بس!
فما بالك باللي عاشرته العُمر كله ..
طب متخيل بولس اللي بشر العالم كله وكتب نُص العهد الجديد لوحده،
مكنش عاصر المسيح في الجسد شافُه بس في رؤيا واتعلم على ايد الرسل ..
ما بالك بقى باللي كانت كل يوم لمدة ٣٣ سنة معاه وقريبة منه وجهاً لوجه،
كانت هاتحكي ايه وتكتب قد ايه عنه!؟
أنت متخيل اللي كل الانبياء ورجال الله كان نفسهم بس يشوفوا لمحة منه..
كان بيكبر قدام عينيها كل يوم ..
ابن الله.. ملك الملوك.. القدوس اللي من كتر بهاء مجدُه الملايكة مش بتقدر حتى تبصّله .
. الديان اللي هاتسجد له كل ركبه ما في السماء وما على الارض..
مولود منها وعايش معاها تحت سقف بيت واحد ٣٠ سنة..
٣٠ سنة عايشة مع الله في نفس البيت .. شايفه كل حالاته وطباعه وتصرفاته ..
احنا يمكن من كتر ما سمعنا القصة دي من صُغرنا بقت بالنسبالنا عادي.
. لكن لو خدت دقيقتين بس تفكر فيها هاتلاقيها فوق الخيال .
. مين ده اللي الله يستأمنه على نفسه وهو حتى رضيع لحد ما تمم رسالته وصعد ..
مين ده اللي يستاهل يعيش مع الله سنين وسنين في نفس البيت..

طب أنت متخيل اللي كان بيدور بينهم!؟
حديثهم اليومي .. اسرارهم.. هزارهُم .. كان بيحكيلها مثلاً عن خطته لقدام قبل ما يطلع للخدمة .
. طب جابلها سيرة الصليب وهما قاعدين يحكوا في مرة..
طب كان بيحكيلها عن مجده اللي في السماء وعرشه اللي شايلاه الملايكة ..
طاب لما كان بيتعب او يكتئب كانت بتبكي معاه ولا بتاخده في حضنها ولا بتعمل ايه ..
طب ذكريات طفولته.. طب اوقات وحدته وخلوته مع الآب .. طب نظام يومه وطريقة شغله.. طب صراعاته وافكاره واحلامه من وهو طفل بيكبر قدامها.. طب احداث وتفاصيل كتير اوي في شخصيته محدش يعرفها غيرها وغيره.. ولا اتقالت ولا اتكتبت في كُتب.. يمكن في السماء تبقى تحكيها ..

شوف بقى أنت بعد كل العز والكرامة دي، مش كان حقها تتكلم
وتبشر هي بدل اجدعها تلميذ أو رسول .. مش كان حقها تكتب رسايل واناجيل وتمسك هي رئاسة الكنيسة ..
يا راجل ده الواحد مننا بيبقى اختباره مايجيش ١ على ١٠٠ منها ويطلع يملا الكنايس والمنابر وعظ وتأملات ..
بس الغريبة ان الكتاب قال عنها حاجة تانية خالص .. لوقا يقول عنها كدة ..
“وَأَمَّا مَرْيَمُ فَكَانَتْ تَحْفَظُ جَمِيعَ هذَا الْكَلاَمِ مُتَفَكِّرَةً بِهِ فِي قَلْبِهَا”
هي كانت ساكتة.. كانت مُختلفة .. كانت تقيلة في حبها مش بتحب تتكلم كتير ..

كانت أمينة على الكنز اللي الله شاله عندها “ابنُه”.. أمينة ٣٠ سنة لحد ما جهز لرسالته اللي مستنياه..
كانت مُضحية لدرجة أن انها تحب ابنها الوحيد وتفضل عايشة معاه
وهي عارفة انه في يوم من الايام هاتشوفه مصلوب قدام عينيها ..
كانت قوية لدرجة أنها ماسابتهوش لحظة.. لا في محاكمة.. ولا جلد.. ولا صلب.. ولا حتى قبر..
كانت عظيمة لدرجة انها تعدي وتختبر وتشوف كل العظمة دي.. وتسكُت ..
ماتتكبّرش وماتتخدعش في نفسها وفي المكان اللي هي فيه..
اظن ابتديت تفهم ليه الله شرّفها بالمكان ده ..
عشان استحملت تُقل الكرامة والعظمة اللي هي فيه وفضلت ساكتة مابصتش على نفسها..
تخيل ابليس نفسه ماستحملش الوضع ده.. من كتر ما قرب من النور افتكر نفسه هو النور واتكبر.
ابليس ماستحملش كم الكرامة والعظمة اللي كان فيها..
بس العذراء فضلت متمسكة بأمانتها وتواضعها قدام الله..
عشان كدة هي تستاهل منا كل تقدير وتطويب.. زي ماهي نفسها قالت..
“جميع الاجيال تطوّبني”..

***
كل سنة وانتي عظيمة يا أمي ..
كل سنة وانتي بصمتِك اقوى من الف وعظة ..
كل سنة وانتي شايلة كرامة مايستحملهاش حد ..
كل سنة وانتي جواكي كتير عن يسوع محدش عرفُه ولا شافُه غيرك..
يا بختك بقربك ليه .. ويابختنا احنا بيكي ..
#عن_العدرا

هل تبحث عن  سيجيء الروح القدس ليُجدّد وجه الأرض (الطوباوية إيلينا غويرا -رسولة الروح القدس)

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي