في رحاب مسيرة صوم العذراء، وفيما نتحضّر لإحياء ذكرى انتقالها إلى السّماء، نحطّ رحالنا في ضيافة مريم ملجأ الخطأة الّتي نحتفل بعيدها اليوم، فتكون لنا فرصة اللّجوء إلى حضنها الدّافئ لنرمي كلّ همومنا لديها وننفض عن أكتافنا ثقل كلّ الخطايا.

هي تلك الأمّ الحنون “الممتلئة نعمة” الحاضرة لتلمّ كلّ أبنائها، بخاصّة الخطأة منهم، وتقودهم إلى سفينة الخلاص. هي أمّ الرّأفة والرّحمة، ملكة كلّ الأزمان، وسيّدة الأكوان.
منك نتقدّم اليوم يا ملجأ الخطأة، نحن الغارقين في وادي الدّموع.
نحن نناجيك ونضرع إليك بقلب منسحق ومترفّع عن كلّ خطيئة أبعدتنا عن ابنك، ألا اعطفي نظرك علينا وزيدينا قوّة وإيمانًا.
ثبّتينا في الكرمة الطّيّبة كي نثمر طاعة ومحبّة.
مدّي يديك وكفكفي دموعنا وأريحي قلوبنا المتعبة.
ربّتي على أكتافنا وانفضي عنها غبار الآثام المتراكمة.
أمدّينا بالطّمأنينة والسّكينة وسط هذا العالم المشحون بالمشكلات والمشغول بالأزمات، فنختبر سلامك المقدّس وسط الضّوضاء.
يا مريم ملجأ الخطأة يا متوهّجة بالحبّ السّماويّ والمباركة بين كلّ النّساء، صلّي لأجلنا نحن الملتجئين إليك.
علّمينا كيف نرمي على خشبة العارّ كلّ الأهوان والأهواء، فنموت عن الخطيئة الّتي تكبّلنا وتخنقنا.
كوني عوننا ومرشدتنا وحاميتنا وشفيعتنا لدى الآب الآن وإلى الأبد، آمين.