نو – نوآمون

 

وتسمى ” نو ” ( حز 30:14-16) ، أو ” نوآمون ” ( نا 3 : 8 ) أو ” أمون نو ” ( إرميـــــــــا 46 : 25 ) . ومعنى ” نوأمون ” في اللغة المصرية القديمة ” مدينة أمون ” ، وقد أطلق عليهم اليونانيون اسم ” ديوسبوليس ماجنا ” أى ” ديوسبوليس الكبرى
” ( Diospolis )
أو ” طيبة ” وكانت مدينة كبيرة تمتد على ضفتي النيل شرقاً وغربا في المقاطعة المصرية الرابعة في صعيد مصر ، فكانت تشمل الكرنك والأقصر ( أي مدينة الأحياء ) على الضفة الشرقية للنيل حيث تشرق الشمس ، ومنطقة المقابر ( أو مدينة الأموات ) على الضفة الغربية حيث تغرب الشمس
.

وقد بلغت ” نو ” أوج عظمتها في عهد الأسرة الثامنة عشرة ( 1570 – 1329 ق.م. ) حين أصبحت عاصمة مصر ، وكانت تسمي ” مدينة المائة بوابة ” للدلالة على اتساعها . كما كانت مركز عبادة الثالوث المصري : آمون وموط وخنسو
” .

والاسم ” نو أمون ” يدل على ارتباطها ” بأمون ” الذي كان المعبود الرئيسي للمصريين فى ذلك العصر ، فقد أغدق ملوك مصر العظام وقتئذ ، ثروات طائلة على ما شيدوه في معابد له في طيبة ، وأصبح للكهنة آمون نفوذ قوي . وفي تلك الحقبة من التاريخ كان بنو إسرائيل تحت العبودية في مصر
.

وقد تمت النبوات المذكورة عنها في أسفار إرميا وحزقيال وناحوم ، والمشار إليها سابقا ، حين غزاها الآشوريون فى أيام أشور بانيبال في 633 ق.م. ( ارجع إلى نا 3 : 8 ) ، ثم حين غزاها قمبيز ملك فارس في 525 ق.م. كما تعرضت للتدمير الشديد على يد القائد الروماني ” كرنيليوس جالوس ” ، لاشتراكها في ثورة ضد الرومان في 30 ق.م. عقب انتحار كليوباترا آخر ملوك البطالمة
.

هل تبحث عن  كتب أبوكريفا عهد قديم وصايا الآباء وصية يهوذا 15

كان يقطن فى طيبة الشرقية فى ذلك العصر نحو مليون نسمة ، وعندما زارها المؤرخ الروماني ” سترايو ” في 24 ق.م. . ذكر زن أطلالها كانت تنتشر على مسافة نحو تسعة أميال
.

 

وتقوم في موقع طيبة حالياً مدينة الأقصر ، ويوجد بها معبدان عظيمان على الضفة الشرقية للنيل ، هما معبد الكرنك إلى الشمال ، ومعبد الأقصر إلى الجنوب . وتدل أطلالهما على ما كانا عليه من عظمة وفخامة
.

ويبلغ طول معبد الأقصر 858 قدماً ، وقد بدأ تشييده فى عهد أمنحوتب الثالث ، وأضاف إليه رمسيس الثانى جزءاً كبيراً ، وكذلك فعل غيره من الفراعنة حتى الاسكندر الأكبر . وكان فى مدخل بهو رمسيس الثانى أربعة تماثيل للملك ( مازال باقيا منها اثنان ) يبلغ ارتفاع الواحد منها 76 قدماً . ويتكون بهو الأعمدة الذي أقامه أمنحوتب الثالث من سبعة أزواج من الأعمدة التى على شكل بنات البردي ، وارتفاع الواحد منها 53 قدماً وكان يمتد بين معبدي الأقصر والكرنك ” طريق الكباش ” ، الذي كانت تحف به على الجانبين تماثيل لأبي الهول لكل منها رأس كبش
.

أما معبد الكرنك فكان أفخم وأروع ، وكان كلا المعبدين، مكرسين للإله أمون . وكان معبد الكرنك في الواقع عبارة عن جملة معابد ، قام بتشييدها العديد من الملوك ، ابتداء من المملكة الوسطي إلى القرون الأخيرة قبل الميلاد . ويتميز معبد الكرنك ببهو الأعمدة الذي أقامه سيتي الأول وابنة رمسيس الثاني . وهو عبارة عن غابة من 134 عموداً من الحجر الرملي ، تغطي نحو 66.000 قدم مربعة . والممر الأوسط به 12 عموداً ينتهى كل منها بتاج على شكل زهرة البردي المتفتحة ، ويبلغ ارتفاع كل عمود سبعين قدماً ، مما يجعلها أعلى الأعمدة فى العالم . أما أقصر الأعمدة في المعبد ، فيبلغ ارتفاعه 35 قدما
.

هل تبحث عن  الكتاب المقدس الكتاب الشريف عهد قديم سفر التثنية 28

وعلى الضفة الغربية من النيل ، يوجد معبد رمسيس الثالث في مدينة حابو ، والرمسيوم الذى بناه رمسيس الثانى ، ومعبد الدير البحري الرائع الذي شيدته الملكة حتشبسوت ، وتمثالا ممنون وكانا جزءاً من معبد أمنحوتب الثالث . ثم وادى الملوك ( وفيه قبر توت عنخ آمون بكنوزه الرائعة ) ، ووادي الملكات ، وكذلك وادي الأشراف . وعلى حوائط كل المعابد والمقابر رسومات ونقوش رائعة تحكي الكثير من تاريخ مصر القديم
.

 

 

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي