.”تعظّم نفسي الرّبّ وتبتهج روحي بالله مخلّصي، لأَنّه نظر إلى تواضع أَمته… فها منذ الآن تطوِّبني جميع الأَجيال”…
اليوم احتكمت الكلمة الإلهيّة في كيان البتول مريم كما في حياتها، فصرخت تعظيمها للرّبّ مبتهجة بالله مخلِّصها!!.
وساءَلها حسُّها الإلهيّ في قلبها، لماذا باركتها أَليصابات نسيبتها، والدة السّابق، ببركة الرّبّ الّتي عليها؟… لأَنّها كانت، وهي العاقر، تنتظر تثبيتًا لحبلها يأتيها من لدن العليّ… وإذ تَمَّ الإثبات بالرّؤيا والتّثبيت بارتكاض من الجنين في حشاها، صار كيانها كلّه نورًا من النّور الآتيها من حشا مريم، فأَعلنت أُمُّ السّابق لمريم بتول الرّبّ أَنّها هي حاملة هديّة الحقّ، أيّ الرّوح القدس، نعمة لصبرها في قبول الحَمَلِ الّذي فيها، لتصير شريكة له في رعاية حبّ المسكونة…
وكان “التّواضع” الّذي انغرس في مريم هو السّمكةَ البِكر والجوهرةَ الكثيرة الثّمن الّتي اصطادها الإله الرّبّ ليحفظ بها البشريّة…
وهذا التّواضع، تاليًا، أَفرعَ، في حشا البتول، قبولها بالشّكّ الّذي داخل فكر خطيبها يوسف وكيانه وربّما والديها… كيف تحبل ابنتنا وهي ما زالت عذراء ؟!…
نُطْقُ أَليصابات، بعد تلقّيها سلام مريم، أَعلن للملأ وللمسكونة أَنّ حياة جديدة ستحيي الكون برمّته من إنعامات الإله وبركاته، قد وافتنا… لذلك ارتكض الجنين في بطنها وامتلأت أَليصابات من الرّوح القدس بسلام مريم لها…
وهذا السّلام رأيناه وسمعناه وأُعطي لنا من الرّبّ يسوع سلامًا يقينيًّا، إن تبنّينا إلهنا حِرْزًا وحياة لحياتنا، أي أنّنا نحن لسنا مخلّصين بالإيمان الفكريّ والعمليّ فقط، بل بنعمة السّلام المعطى لنا من الرّبّ يسوع حين قال لنا: “سلامي لكم… سلامي أُعطيكم… ليس كما يعطيه العالم”…
بسلام يسوع النّاصريّ المعطى إلينا منه، وبحلول الرّوح القدس في حشا مريم، وبعجب حبل أَليصابات، وهي عاقر، باقتدار الرّوح القدس وفعله، يتحوّل قلبُ وحشا وكيان كلِّ إنسان ناطقٍ بحقيقة روح الإله فيه وفعله، روحًا فاعلًا وعاملًا في حقل الرّبّ، لحياة تبدأ من حشا والدة الإله، أُمّنا كلّنا، مارًّا بأَحشاء أُمّهاتنا بالجسد والرّوح، ليصبح الكون كلّه “مريم” جالسة عند قدمي يسوع تسمع كلامه… آمين.