صَرَخْتُ إِلَيْهِ بِفَمِي،
وَتَبْجِيلٌ عَلَى لِسَانِي [17].
يصرخ المؤمن بفم قلبه ويرفع صوته بلسان الداخلي. فالمرأة الزانية صرخت بقلبها وفي صمت خارجي قدَّمت طيبًا لقدمي المخلص، وحنة أم صموئيل صرخت بتحريك شفتيها فقط دون كلمات مسموعة. الأولى نالت غفران خطاياها، والثانية حملت في أحشائها جنينًا مباركًا.
“تبجيل على لساني” يترجمها البعض: “تبجيله تحت لساني”، بمعنى إن كنت أصرخ إليه بفمي علانية، فإن ما وراء هذه الصرخات تمجيد وتبجيل لله في أعماقي، تحت لساني، أعجز عن التعبير عنه بكلمات بشرية.
* أنا إنسان كنت أصرخ إلى حجرٍ، إلى جذع شجرة أصم، إلى صنم أصم وأخرس، الآن عادت صورة الله إلى الخالق. أنا هو الذي كنت أقول “للعود أنت أبي، وللحجر أنت ولدتني” (إر 2: 27)، الآن أقول: “أبانا الذي في السماوات” (مت 6: 9)… يخبرنا عن كل تلك الأمور الأخرى التي صنعها لنفسي بنعمته.
القديس أغسطينوس