مزمور 57 - العنوان


العنوان

لإِمَامِ الْمُغَنِّينَ. عَلَى لاَ تُهْلِكْ.
مُذَهَّبَةٌ لِدَاوُدَ عِنْدَمَا هَرَبَ مِنْ قُدَّامِ شَاوُلَ فِي الْمَغَارَةِ”.
أو:
إلى التمام (إلى النهاية)، لا تُهلك Al.taschith،
كتابة على العُمد michtam لداود،
حين هرب من وجه شاول إلى المغارة“.

1. سبق الحديث عن أغلب ما ورد في هذا العنوان أثناء الكتابة عن عناوين المزامير السابقة، غير أن تعبير Al.taschith لم نلتقٍ به قبلًا. يوجد اتفاق عام على أنه يعني “لا تُهلك”، وقد فُسر بطرق كثيرة:
أ. يظن البعض أنه يُعبر عن آلة موسيقية ذات تسعة أوتار.
ب. يرى البعض أنه يعبر عن النغمة أو الموسيقى التي تُستخدم في الترنم بالمزمور.
ج. يرى آخرون أن القول “لا تُهلك” يشير إلى شاول. وكأن القصد به أن هذا النشيد المقدس قد وُضع في هذه المناسبة التذكارية، إما لأن الله وضع في قلب داود ألا يمد يده على مسيح الرب، أو أن داود منع رجاله من قتل شاول.
د. يحمل هذا التعبير صلاة صغيرة تخرج من قلب المؤمن الحيّ الذي لا يطلب هلاك نفوس أعدائه، بل خلاصهم. إنه يطلب هلاك عداوتهم وشرهم وإبادة أعمالهم الشريرة ومؤامراتهم لا نفوسهم!
ه. يرى القديس أغسطينوس أن هذا العنوان نبوة، تحققت بالتمام بالعنوان الذي كُتب على الصليب كعلةٍ لموت السيد المسيح: “ملك اليهود”. فإنهم وإن كانوا قد طلبوا هلاكه بصلبه، لكن على العكس بالصليب تحقق ملكه على إسرائيل الجديد.
* ما كتبه بيلاطس قد كُتب، لم يغيره عندما اقترح ذلك غير المؤمنين (يو 19: 22)، فقد سبق بزمانٍ التنبوء عن ذلك، إذ جاء في المزامير: “لا تهلك” كعنوانٍ. لقد آمنت الأمم بالمسيح يسوع ملك اليهود، لقد ملك على الأمم.
القديس أغسطينوس

هل تبحث عن  أنت وحدك هو رجائي

2. جاء في العنوان:إلى التمام” أو “إلى النهاية“، إشارة إلى السيد المسيح الذي جاء في ملء الزمان، وتمَّم عمل الخلاص حتى النهاية.
* لما كان هذا المزمور يُسبح آلام الرب، انظر ما هو عنوانه: “إلى النهاية“! النهاية هو المسيح. لماذا دُعي النهاية؟ ليس لأنه ينتهي ويُستهلك، بل هو الذي يستهلِك…
القديس أغسطينوس

3. “هَرَبَ مِنْ قُدَّامِ شَاوُلَ فِي المَغَارَةِ”. يرى كثير من الآباء مثل العلامة أوريجينوس والقديس أغسطينوس أن اختفاء داود في مغارة يشير إلى اختفاء كلمة الله في الناسوت، إذ أخلى ذاته، وأخفى مجده بتأنسه.
* ماذا يعني الاختفاء في مَغَارَةِ؟ اختفاء في الأرض.
من يهرب في مَغَارَةِ، إنما يتغطى (بالمَغَارَةِ) فلا يُرى. أما المسيح فحمل الأرض، أي الجسد الذي قبله من الأرض، وفيه أخفى نفسه، حتى لا يكتشف اليهود أنه هو الله. “لأن لو عرفوا، لما صلبوا رب المجد” (1 كو 8: 2). إذن لماذا لم يجدوا رب المجد؟ لأنه أخفى نفسه في مَغَارَةِ، بمعنى أنه أظهر لهم ضعف الجسد، أما جلال اللاهوت فصار كما قد اختفى في مكان خفي في مَغَارَةِ، مرتديًا الجسد… وقد أراد أن يحتمل الموت بصبرٍ…
يمكن أن يُفهم الكهف أنه الأماكن السفلى في الأرض.
القديس أغسطينوس

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي