admin
نشر منذ سنتين
4
مزمور 50 - إدانة الأشرار المرائين


إدانة الأشرار المرائين:

يكمل المرتل حديثه إلى المرائين الاسميين في إيمانهم، الذين يمارسون العبادة ويقدمون الذبائح لكنهم متمسكون بشرهم، لهذا يصرّ على فضح الخطية والاعتراف بها والهروب منها، قبل مجيء الرب ليُدين شعبه.

1. الالتزام بطاعة الوصية وليس مجرد النطق بها أو الكرازة بها:

“للخاطئ قال الله:
لماذا تحدث بعدلي؟
وتأخذ عهدي فيك؟” [16]”.
* ماذا أكون إذن وأنا لا أسمع ما يقوله (الله) فيَّ بينما أُريد أن يسمع الآخرون ما ينطق به الله خلالي؟
لأسمع أولًا، وخاصة ما ينطق به الرب الإله فيّ، وعندئذ يتكلم بالسلام مع شعبه (خلالي).
لأسمع و”أقمع جسدي وأستعبده حتى بعد ما كرزت للآخرين لا أصير أنا نفسي مرفوضًا” (1 كو 9: 26).
لماذا تحدث بعدلي…؟ إنه ينصحه أن يسمع، لا أن يكرز بل أن يطيع!
القديس أغسطينوس
جاء في الترجمة السبعينية: “التسبيح غير لائق في فم الشرير”.
* “لا يليق التسبيح في فم الشرير، لأنه كيف يمكن لنا أن نسبح الله بفهم نجس؟!
إذ لا تقوم معًا الأشياء المتناقضة، فإنه أية خلطة للبر والاثم؟! وأية شركة للنور مع الظلمة؟! (2 كو 6: 14). هكذا يعلن خادم الإنجيل[960].
القديس أثناسيوس الرسولي
يرى البابا أثناسيوس الرسولي أن هذا القول ينطبق على الهراطقة الذين يستخدمون عبارات كتابية كمن يكرزون ويشهدون للحق ولكن بخبث وشر، لهذا عندما كان الشيطان يستخدم عبارات كتابية كان المخلص يبكمه ، إذ كان الرب يخشى لئلا تُلقي الشياطين بذار الشر مع الكلمات الإلهية فتُهلك سامعيها.

2. قبول تأديب الرب:

“وأنت قد أبغضت أدبي،
وألقيت كلامي إلى خلفك” [17].
لكي تكون عبادتنا وكرازتنا مقبولة يليق بنا أن نقبل أحكام الرب في حياتنا وتأديباته بفرح وسرور… فإن من يرفض التأديب يكون كمن وضع كلام الرب خلف ظهره، فكيف يجسر ويعبد الله أو يشهد له؟!
*لقد أبغضت التأديب. عندما أصفح تُرتل وتُسبح، وعندما أؤدب تتذمر. عندما أعفو أكون إلهك، وعندما أؤدب لا أكون إلهك. “إني كل من أحبه أوبخه وأؤدبه” (رؤ 3: 19).
القديس أغسطينوس

3. عدم الشركة مع الأشرار:

“إذا رأيت سارقًا سعيت معه،
ومع الفسقة جعلن نصيبك” [18].
هذه ثمرة عدم قبول تأديب الرب، أن تكون للإنسان شركة مع الأشرار في شرهم، أو على الأقل رضا بما يفعلونه وكما يقولالقديس أغسطينوس: [إنك لا تفعل الشرور، فهل تمدح فاعلي الشر؟!].
* أن تعلن برَّ الرب وعهده ولا تفعل ما يفعله الرب، ماذا عساه؟ إنه طَرْحُ لكلماته، واحتقار لتعاليم الرب، وارتكاب لسرقات وزنا روحي لا أرضي.



من يسرق الحق الإنجيلي وكلمات ربنا وأعماله ويختلسها، إنما يفسد الوصايا الإلهية ويدنسها، كما هو مكتوب في إرميا: “ما للتبن مع الحنطة يقول الرب…؟ لذلك هأنذا على الأنبياء يقول الرب، الذين يسرقون كلمتي بعضهم مع بعض… الذين يضلون شعبي بأكاذيبهم واستخفافهم” (إر 23: 28-32).
الشهيد كبريانوس
هكذا يحسب المرتل من يُعلّم بكلمة الرب ولا يتممها كمن يختلسها ويخونها، أو كمن يرتكب زنا روحي. هذا ما فعله بعض قادة اليهود في عصر السيد المسيح، إذ كانوا مؤتمنين على كلمة الله، يظهرون غيرة في تعليمهم للشريعة، وفي نفس الوقت رفضوا الرب، ودبروا قتله، بينما التصقوا بيهوذا السارق وبارباس الفاسق وجعلوا نصيبهم معهما.
يرى العلامة ترتليانأنه يليق بنا لا أن نكف عن هذه الشرور (السرقة والزنا) فحسب وإنما أن نقطع علاقتنا بمن يرتكبونها، فننفصل عنهم فيما هم يسلكونه من الشر. إننا معهم في ذات العالم لأنه من خلقة الله الصالح، لكننا لسنا معهم في السلوك العالمي الشرير الذي وُضع تحت سلطان إبليس. بمعنى آخر، لنحيا معهم في العالم ولكن ليس بروح العالم الشرير!

4. انتزاع الخداع والمكر:

“فمك أكثر من الشر،
ولسانك ضفر غشًا.
إذا جلست تقع بأخيك
وعلى ابن أمك وضعت شكًا” [19-20].



هنا يشير إلى اليهود رافضي الإيمان، إذ كانوا يخططون إبادة إخوتهم المسيحيين كما فعل شاول الطرسوسي الذي لم يكف عن استخدام كل وسيلة للتشكيك في الإيمان بالمسيح، ووضع معثرة لإخوته، حتى ظهر له الرب نفسه، قائلًا له: “صعب عليك أن ترفس مناخس” (أع 9: 5).
بالنسبة لنا يليق بنا ألا نكون نمامين، ولا نحكم على الآخرين، ولا نكون مخادعين.
ما هو الفارق بين “أخيك” و”ابن أمك”؟ ربما قصد بالأولى كل إنسان لأن البشر جميعًا إخوة، وبالثانية “الإنسان المسيحي” بكونه ابن الكنيسة أم المؤمنين. فمن أطلق للسانه العنان للخداع يعثر الكل: المؤمنين وغير المؤمنين!
* احترزوا من أن يكون لكم لسان أو آذان مستحكّة؛ أي لا تشوّه سمعة الآخرين ولا تنصت لمن يقذفون الغير .
القديس جيروم

هل تبحث عن  ولكي تعرف الله وتحبه، ينبغي أن تعاشره

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي