مزمور 45 - فاض قلبي


فاض قلبي…

1. “فاض قلبي بكلام صالح” [1].
يرى بعض الآباء في عبارة “فاض قلبي كلمتي الأسمى” (الترجمة السبعينية) شهادة عن ولادة الابن من الآب، بكونه المولود من القلب، من ذات الجوهر ومساوٍ له؛ نذكر هنا بعض مقتطفات من كلماتهم في هذا الشأن:
* إنه الكلمة الذي يفيض به قلب الآب.

القديس أمبروسيوس

* وُلد (الابن الوحيد) من الله بطريقة خاصة به وحده، من رحم قلبه الذاتي، هذا الذي يشهد له الآب نفسه: “فاضى قلبي كلمتي الأسمى”.
* يشهد الآب نفسه قائلًا: “فاض قلبي كلمتي الأسمى”، سُرَّ الآب بالأكثر به، الذي تهلل بسرور فائق ومتساوٍ (لمسرته) بحضور الآب.
* يكشف الكتاب المقدس أن الآب والابن واحد، تمامًا كما نعرف من جانبنا أن الآب
والابن متمايزان، أقول متمايزان وليسا منفصلين، لأنه من جهتي أنطق بكلمات الله ذاته: “فاض قلبي بكلمتي الأسمى”!

العلامة ترتليان

* يفهم البعض أنه (حديث) شخص الآب القائل: “نطق قلبي بكلمة صالح”، إذ يُفصح لنا عن ميلاد معين لا يُنطق به.
* لأنه ما معنى: “أتكلم”؟ “ألفظ كلمة”. أين؟ من قلبه؟! من أعماقه ذاتها ينطق الله “كلمة”؟!
أنتم أنفسكم لا تنطقون شيئًا إلا ما تخرجونه من قلبكم، كلمة خاصة بكم تنطقون بها مرة وتختفي، هذه التي لا تأتون بها من موضع آخر. فهل تتعجبون إن كان الله ينطق هكذا، لكن نطق الله “سرمدي”؟!

القديس أغسطينوس

* رأينا قبلًا، وهكذا يجب الإيمان بالحق أن الكلمة هو من الآب، وهو الابن الوحيد الذي يليق به ومولد طبيعيًا. لأنه بماذا يفهم الإنسان “الابن” الذي هو “الحكمة” و”الكلمة”، الذي به كان كل شيء كما تعلمنا أيضًا الكتب المقدسة، إذ يقول الآب بلسان داود: “فاض قلبي بكلمة صالح” “من الرحم قبل كوكب الصبح ولدتك”؟!

هل تبحث عن  نهر أبانة

القديس أثناسيوس الرسولي

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي