admin
نشر منذ سنتين
6

مزمور 44 - اللهم بآذاننا قد سمعنا

“اللهم بآذاننا قد سمعنا؛
وآباؤنا أخبرونا بالعمل الذي عملته
في أيامهم في الأيام الأولى” [1].

يعود الشعب كله بذاكرته إلى معاملات الله مع آبائهم في أيام موسى النبي ويشوع بن نون حين حررهم الله من عبودية فرعون وطرد أمامهم أممًا وقدم لهم أرض الموعد، لا بسيفهم ولا بقدرتهم، وإنما حسب غنى مواعيد الله. إنه عمل نعمة الله الغنية في بدايته كما في نهايته.
الماضي بالنسبة لنا كأولاد لله ليس تاريخيًا عبر وانتهى، لكنه خبرة ممتدة عبر الزمن يعيشها الإنسان مع الله مخلصه المعتني به. الله بالنسبة لنا هو هو أمس واليوم وإلى الأبد، عمل في الماضي ولا يزال حيًا يعمل في الحاضر مؤكدًا صدق مواعيده معنا حتى يدخل بنا إلى شركة أمجاده المقبلة.
يقول “الهّم بآذاننا قد سمعنا” يعني أن ما بلغهم من آبائهم عن معاملات الله معهم هو أمر أكيد خالٍ من كل ريب.
إنه من واجب الآباء أن يقدموا لأبنائهم خبرة حياتهم مع الله بكونها وديعة الإيمان الحيّ العامل عبر الأجيال، التقليد المُسلم مرة للقديسين، تعيشه الكنيسة عبر الأجيال لتختبر الحياة الإنجيلية الفعّالة. ويليق بالأبناء أيضًا أن يتلقنوا هذه الخبرة المعاشة، والإنجيل العملي ليعيشوه كما عاشته الأجيال الأولى. يقول موسى النبي: “سل أباك فيخبرك” (تث 32: 7).
يُقدم لنا الأب بابياس أسقف هيرابوليس تلميذ القديس يوحنا الإنجيلي خبرته فيقول:
[لا أتردد في أن أضيف ما تعلمته وما تذكرته جيدًا من تفاسير تسلمتها من الشيوخ، لأني واثق من صحته تمامًا… فإنني ما ظننت أن ما يُستقى من الكتب يفيدني بقدر ما ينقله الصوت الحيّ الباقي].
ما هي الخبرة التي ذاقها المرتل مع الشعب؟

هل تبحث عن  93- القديس مرقس وإنجيله

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي