admin
نشر منذ سنتين
4
مزمور 38 - قد اضطرب فيّ قلبي وفارقتني قوتي

“قد اضطرب فيّ قلبي وفارقتني قوتي
ونور عيني لم يبقَ معي” [10].

إذ لا يعرف المرتل الرياء ولا النفاق، يشكو نفسه في إخلاص شديد، مُعلِنًا أنه لا يعاني مبدئيًا من أذّية صادرة عن الغير بل بالحري يُعاني من نفسه؛ خطيته هي التي تحطم قلبه فتفقده بصيرته الداخلية.
لقد عانى من جسده، كما خفق قلبه الذي امتلأ بالاضطرابات والمتاعب، وفارقته قوته، وشاخت عيناه، أي فقد حياته وقوته واستنارته. صار محتاجًا أن يشرق عليه إلهه ليهبه الاستنارة من جديد.
= هذا الآب رأى، ذاك الساكن في الأعالي والناظر إلى المتواضعات (مز 113: 5-6)، “والكائنات يعرفها من بعد” (مز 138: 6). “رآه أبوه” (لو 15: 20)؛ نظره بطريقة بها يستطيع الابن أن يرى أباه. فقد أشرقت ملامح الأب على وجه الابن المقترب إليه بطريقة بددت كل الظلمة التي جلبها إثمه عليه. ظلام الليل ليس مثل الظلمة التي يجلبها عار الخطية. اسمع ما يقوله المرتل: “أدركتني آثامي ولم أستطع أن أبصر” (مز 40: 13). وفي موضع آخر يقول: “صارت آثامي حملًا ثقيلًا عليّ” يقول بعدها: “نور عيني لم يبق معي” [10]. هكذا يبتلع الليل نور النهار الذي مضى؛ وتُحطِّم الخطية قوة إدراكنا… من الواضح أنه ما لم يرسل الآب السماوي أشعته على وجه الابن الراجع، ما لم ينزع ضباب عاره بالنور النابع عن بهائه، لا يستطيع هذا الابن أن يرى وجه الله البهي.

الأب بطرس الخريولوجيوس

الآن وقد فقد المرتل صحة جسده وسلامة نفسه ونور بصيرته الداخلية، ما هو موقف أصدقائه وجيرانه؟ وما هو موقف أقربائه؟

هل تبحث عن  القاب والمؤلفات العبرية ومخطوطات العهد القديم

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي