قابلوا صداقته بالاضطهاد:
لقد اعتبر المرتل عدوه المريض كصديق بل وكأخ، من أجله تذلل أمام الله وصام وصلى، ولم يكن ذلك في مخدعه فحسب، وإنما أعلن ذلك بروح الاتضاع في سلوكه مع العدو، إذ يقول:
“مثل صاحب وأخ لي هكذا كنت أرضيه،
ومثل الكئيب والعابس كذلك تواضعت” [14].
ليس لأعدائي عذر في مقاومتهم لي فقد بذلت كل الجهد لأرضيهم، وفي مرضهم وآلامهم باتضاع شاركتهم الكآبة والعبوسة بكوني عضوًا معهم، هكذا أحسب نفسي صديقهم وأخاهم بل وعضوًا معه أشاركهم كل أحاسيسهم، خاصة وسط آلامهم، أما هم فأصرّوا على اضطهادي:
“إجتمعوا عليّ وفرحوا
إجتمعت عليّ السياط ولم أعلم.
انشقوا ولم يندموا.
جربوني واستهزأوا بي هزءًا، صارين على أسنانهم” [15-16].