مزمور 34- اختبار عذوبة الله

اختبار عذوبة الله:

“ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب!” [8].
استخدمت هذه العبارة في (عب 6: 5، 1 بط 2: 3) لتصف الجرأة في الإيمان، ولتحث على الدخول إلى الخبرة العملية، فالتذوق لا يقف عند اختبار عَرَضي عشوائي، إنما تقديم البرهان بالاحتبار العملي الحيّ.
يدعو المرتل المؤمنين أن يذوقوا وأن ينظروا. والنظر معناه جني ثمار هذا التذوق والتمتع به؛ فلا يمكن لفاقد بصر أن يدعوا أصدقاءه للتمتع بمشاهدة قوس قزح، ولا الأصم أن يحث آخرين على الاستماع إلى الموسيقى.
* إن كنتم لا تفهمون تصيرون أنتم هو الملك أخيش؛ حيث يغير داود ملامحه وينصرف عنكم ويترككم ويذهب في طريقه.
القديس أغسطينوس

* وكما يقول المرتل، إن ذاق إنسان الرب بالحق، أي إن حمل الله في داخله، فإنه يمتلئ بذاك الذي يعطش إليه ويجوع، كما وعد قائلًا: “أبي وأنا إليه نأتي، وعنده نصنع منزلًا” (يو 14: 23). وإني أظن أن العظيم بولس أيضًا الذي تذوق ثمار الفردوس التي لا يُنطق بها كان يمتلئ مما يتذوقه وفي نفس الوقت كان دائم الجوع إليه .
القديس غريغوريوس أسقف نيصص

* الآن يقول: “ذوقوا“، لأنه يمكن لمحبة الله أن تنعش النفس لكنها لا تشبع الرغبة، بغض النظر عن مقدار الإيمان أو قدر الاشتياق، فهي تثير العطش أكثر فأكثر إذا ما رشفتها حافة الشفاه. لهذا السبب يقول (السيد) عن نفسه: “من يأكلني يعود إليّ جائعًا، ومن يشربني يعود إليّ ظمأنًا” (إبن سيراخ 24: 29)، وذلك بسبب عذوبته التي تثير
شهية قوية نحوه، وعذوبة لا تجزع منها النفس عندما تشبع منها.
الأب قيصريوس أسقف آرل

* كل صلاح نملكه هو تذوق للرب…
يصير الناس كاملين عندما يدركون أنهم غير كاملين .
القديس جيروم

هل تبحث عن  لديك ليس ليلٌ انت يانور السماء

* إلى الذين يذوقون وينظرون خلال الخبرة “أن الرب حلو“، يصير هذا التذوق دعوة لمزيد من التمتع. ومن ثم فالذي يقوم أمام الرب على الدوام يختبر هذا الدافع المستمر نحو مزيد من التقدم.
القديس غريغوريوس أسقف نيصص

كلمات المرتل: “ذوقوا وانظروا ما أعذب الرب” [8] هي دعوة لاختبار الحب الحق. فإن الله هو الحب، من ينله يعيش في الحب الصادق الأبدي؛ ومن يقتني الحب إنما يقتني الله ليثبت في الله والله فيه! لنتقدم إلى الرب، ولنتعرف عليه؛ لنختبره ونراه!

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي