admin
نشر منذ سنتين
4
في المزمور العاشر من صفات الشرير متكبر متعاظم ومتغطرس

متكبر متعاظم ومتغطرس:

في كبرياء يحاول الأشرار أن يحرقوا المساكين بنار شرهم، فإذا بهم يؤُخذون بخطاياهم؛ يقول المرتل:
“عندما يستكبر المنافق يحترق المسكين.
يُصادون بالمشورة (بالمؤامرة) التي أشاروا بها” [2-3].
أمر طبيعي ألا يكف المتكبر عن مضايقة المسكين بلا سبب حتى يحرقه، لكن الكأس التي ملأتها بابل المضطهد لكنيسة المسيح تشرب هي منها (رؤ 17: 6؛ 18: 6)؛ والكلاب التي لحست دم نابوت اليزرعيلي لحسِت دم مضطهده آخاب الملك (1 مل 21: 19)؛ والخشبة التي أعدها هامان لمردخاي صُلب هو عليها (إش 7: 9).
* يوخذون بأفكارهم التي بها يفكرون” [2]، بمعنى أنه تصير أفكارهم الشريرة قيودًا تكبلهم… والسنة المتملقين تربط النفوس بالخطية.
القديس أغسطينوس

“لأن الخاطي يمتدح بشهوات نفسه
والظالم يبارك (نفسه)” [3].
يمتدح الشرير شهوات قلبه الشرير، حاسبًا نفسه سعيدًا جدًا بسلوكه الطريق الواسعة! يمجد نفسه في خزيه! يتفاقم كبرياؤه الفارغ طويلًا!
إنه لأمر خطير أن يبارك إنسان الأشرار ويحسدهم لما هم عليه من ترف زائل وقتي، فيبدل الحلو بالمُرّ والنور بالظلمة.
وكأنه لا يكتفي الأشرار بأنهم في خزي وعار يصنعون الشر، وإنما في كبريائهم يفتخرون بالشر ويتباهون بشهواتهم الدنيئة. أما ما هو أشر فهو تحويل الشر إلى صورة خير، فيُظهرون الرذائل كأنها فضائل. إن غضبوا وثاروا حسبوا هذا شجاعة وصراحة وتمسكًا بالحق؛ وإن سقطوا في الشهوات الجسدية حسبوا هذا نضوجًا وخبرة حياة وانفتاح فكر. وكما يقول النبي: “ويل للقائلين للشر خيرًا وللخير شرًا، الجاعلين الظلام نورًا والنور ظلامًا، الجاعلين المُرّ حلوًا والحلو مرًا” (إش 5: 20).
* لأن الخاطي يمتدح بشهوات نفسه والظالم يُباَرك” [3].
يُدعى الإنسان المنحل سعيدًا، والطماع مقتصدًا في ادخار ماله.
الأب قيصريوس أسقف آرل

هل تبحث عن  الجراد كطعام في الكتاب المقدس

تلد الكبرياء الرغبة في إشباع الشهوات الشريرة مع الظلم أو الطمع… إذ هناك علاقة وثيقة بين الثلاثة: الكبرياء، الزنا، والعنف.
في كثير من حالات السقوط في الزنا والنجاسات الجسدية يحتاج الإنسان أن يفحص أعماقه، ليرى أن السبب أحيانًا بل وغالبًا السقوط في الكبرياء. فالشاب الذي يصوم ويقرأ في الكتاب المقدس ويُسبِّح أو يُرنّم لكنه عنيف في معاملاته مع والديه أو ناقدًا لاذعًا لزملائه غالبًا ما تغلبه شهوات جسده ولو خفية، ويسقط في عادات شريرة.
“لأنه قال في قلبه:
إني لا أزول؛ من جيل إلى جيل بغير سوء” [6].
يسيء الشرير – في رفاهيته – استغلال طول أناة الله، وعوض أن تقوده إلى التوبة يقسي قلبه في إثمه، حاسبًا أنه لن يُحاسب على شروره قط. يظن أنه فوق أن يحاسب!
الشرير في عجرفته يقول في قلبه أنه لن يتزعزع أو لن يزول، وها هي الأجيال تعبر والأشرار باقون بلا سوء. إنه يُسقط الله من حساباته.
ما أخطر الكبرياء؛ إنها خطايا تحيل كل البركات إلى لعنات، وتجعل البشر بلا حياء! يوجد العديد من خطايا الكبرياء (أم 16: 18؛ 29: 23). فقد يفتخر الإنسان بميلاده الشريف وآخر بمنشأه المتواضع؛ واحد يفتخر بملبسه الفاخر وآخر بثيابه الرثة البالية؛ واحد بفضائله وآخر برزائله.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي