التسبيح صالح وملذ

التسبيح صالح وملذ

سَبِّحُوا الرَّبَّ،
لأَنَّ التَّرَنُّمَ لإِلَهِنَا صَالِحٌ.
لأَنَّهُ مُلِذٌّ.
التَّسْبِيحُ لاَئِقٌ .
كم كانت بهجة الكل حين أعيد بناء أورشليم بعد العودة من السبي البابلي! هكذا يليق بالمؤمن وهو يتمتع في أعماقه بعمل روح الله القدوس، الذي يقيم مدينة الله في قلبه أن يختبر الحياة السماوية المتهللة، ويتذوق لذة التسبيح لملك الملوك.
يقول المرتل عن خبرة يومية في كل حياته: “الترنم ملذ“، أي يهب عذوبة داخل النفس، يشبعها بالفرح والبهجة. وفي نفس الوقت يقول: “التسبيح لائق“، إذ يليق بكل كائن عاقل أن يتعرف على خالقه وملِكَه، الرحوم، محب خليقته. “حسن هو الحمد للرب، والترنم لاسمك أيها العلي، أن يخبر برحمتك في الغداة” (مز 92: 1-2).
* قيل لنا: “سبحوا الرب”؛ هذه قيلت لكل الأمم، وليس لنا وحدنا…
كأننا نسأل: لماذا يلزمنا أن نسبح الله؟ قال: “لأن المزمور صالح”
لسانكم يسبح، ولكن إلى حين، دعوا حياتكم تسبح على الدوام. بهذا يكون المزمور صالحًا.
المزمور هو أغنية، ليس أي نوع من الأغنية، بل أغنية على المزمار Psaltery. المزمار نوع من أدوات الموسيقى أُخترع للموسيقى. لذلك من يغني المزامير، لا يرنم بصوته فقط، إنما يستخدم آلة موسيقية تُدعى مزمارًا، فتصاحب يداه صوته.
أتريد أن ترنم مزمورًا؟ لا تدع صوتك وحده يسبح الله، بل لتكن أعمالك في تناغم مع صوتك…
لكي تُبهج الأذن رنم بصوتك، ولكن لا يكن قلبك صامتًا، وأيضًا هكذا تكون حياتك. لا تحمل في قلبك خداعًا، رتل مزمورًا للرب.
عندما تأكل وتشرب رنم مزمورًا، لا بمزج أصواتٍ عذبةٍ تناسب الأذن، بل وبالأكل والشرب باعتدال بطريقةٍ اقتصادية بغير تطرف. إذ يقول الرسول: “فإذا كنتم تأكلون أو تشربون أو تفعلون شيئًا، فافعلوا كل شيءٍ لمجد الله” (1 كو 10: 31)…
بعد الأكل والشرب إذ ترقد للنوم على سريرك لا ترتكب أي فسادٍ، ولا تتعدى الحدود المسموح بها حسب شريعة الله. ليكن مضطجع الزواج طاهرًا. لا يكن الإحساس بالشهوة بلا ضابط. كرِّم زوجتك على سريرك، لأنكما عضوان في المسيح، خلقكما أنتما الاثنين، وجددكما بدمه. بهذا العمل تسبح الله، ولا يكون التسبيح صامتًا.
ماذا يحلّ بك عند نومك؟ لا تسمح لضمير شرير أن يثور فيك، لتكن طهارة نومك تسبيحًا لله.
القديس أغسطينوس

هل تبحث عن  الربط بين التجسد والصليب الأنبا رافائيل أسقف عام وسط القاهرة

* المزمور صالح، ويحسن الترنم به للرب، ويلذ به، إن كان يرفع العقل إليه، ويمنع ميل النفس إلى الأرضيات.
الأب أنسيمُس الأورشليمي

* ما معنى “ليكن الترنم مُسرًا لإلهنا”؟ يقول ليكن الترنم مقبولًا؛ بالحري المطلوب أيضًا هو حياة المرتل مع الصلاة والدقة في السلوك.
* يظهر هنا أن التسبيح في ذاته صالح، والمزمور يقدم أمورًا صالحة كثيرة. إنه يعزل العقل عن الأرض، ويعطي النفس أجنحة، ويجعل (الأجنحة) خفيفة قادرة على الطيران في الأعالي. لهذا يقول بولس: “مترنمين ومرتلين في قلوبكم للرب” (أف 5: 19)… توجد حاجة للتسبيح من أجل حياة المرتل وصلاته والانسجام .
القديس يوحنا الذهبي الفم

* لم يقل النبي: “المزمور صالح”، بل “الترنم بأغنية مقدسة هو صالح“، إنه ليس ترنم بالصوت بل بالقلب. كم من كثيرين أصحاب أصوات صالحة لكنهم خطاة، فتسبيحهم رديء. من يسبح بالقلب يسبح حسنًا، يغني للمسيح في ضميره!
التسبيح لائق“، أي نغني له بأغنية مفرحة.
يليق به التسبيح بتسبحة مفرحة، لا بالصوت بل بالضمير الصالح!
القديس جيروم

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي