الذي لا ينعس ولا ينام


لولا الرب الذي كان لنا …
لولا الرب الذي كان لنا عندما قام الناس علينا،
إذاً لابتلعونا أحياء عند احتماء غضبهم علينا

( مز 124: 1 -3)


هذا المزمور هو بمثابة نبوة عن استجابة الرب لصلوات الأتقياء في زمن الضيق المستقبل، ويكوِّن هذا المزمور مع المزمور السابق له والمزمور التالي له ثلاثية رائعة: ففي مزمور123 نرى الأعين مرفوعة نحو الرب، وفي مزمور124 نرى عناية الرب تحول دون ابتلاع الأعداء لشعبه. أما في مزمور125 فنرى الرب حول شعبه.

وهذا المزمور يبدأ ـ فجأة وبلا مقدمات ـ بكلمة توقظ انتباه السامعين “لولا الرب الذي كان لنا”، والتي تتكرر مرتين متتاليتين استدراجاً من المرنم لشعبه ليُشعرهم بعظمة الرب الذي كان لهم، وفي صفهم ورئيس جيوشهم، عند قيام الناس عليهم طوال تاريخهم المملوء بالمحاولات من عدو كل بر ـ المحرك الأساسي للأعداء. فمرة نرى فرعون يحاول قتل كل ذكر لينهي على هذا النسل، ومرة نجد هامان الأجاجي يدبر خطة مُحكمة للقضاء على هذا الشعب وليس على الذكور فقط. ليس هذا فحسب، بل من خلال هيرودس يحاول الشيطان إبادة المسيا نفسه، فيقوم هيرودس بقتل أطفال بيت لحم ومجاوراتها من ابن سنتين فما دون. ولكن هيهات أن تنجح مؤامرات ضد شعب ذاك المجيد الذي لا ينعس ولا ينام ـ تبارك اسمه إلى الأبد.

هل تبحث عن  بينما يتقوى الإنسان الصغير بمثال ذاك الذي نزل من العظمة إلى التواضع

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي