سبحوا الرَّبَّ، لأَنَّ التَّرَنُّمَ لإِلهِنَا صَالِحٌ.
لأَنَّهُ مُلِذٌّ. التَّسْبِيحُ لاَئِقٌ
( مز 147: 1 )
كلمات موجزة لكن ما أعمقها. ما أبلغه وصفًا للتسبيح! في ثلاث كلمات: ”صَالِحٌ … مُلِذٌّ … لاَئِقٌ“. والتسبيح هو تعظيم الرب لذاته، ومدح صفاته، وترديد فضائله المتفردة المنقطعة النظير.
فمن حيث الجوهر: التسبيح هو صالح وجيد، وهو أعظم وأثمن ما يمكن أن يُقدّمه كائن عاقل، لله.
ومن حيث التأثير: التسبيح هو ملذ ومسر، فكل ما يُسرّ الرب، يُسرّ قديسيه. إن التسبيح هو جو السماء.
ومن حيث المظهر التسبيح هو حسنٌ ولائق «بِالمستقِيمِين يلِيق التَسبِيح» ( مز 33: 1 ).
قالوا عن التسبيح:
* ”الأنانية تجعلنا نُطيل الأدعية، أما المحبة تجعل صلواتنا تقصر وتسبيحنا يكثر“ (جون بالسفورد).
* ”التسبيح للرب لائق وجميل لأنه لا يوجد أقبح من الجحود، بينما يطل الجمال من إنسان يشكر إلهه بامتنان وإجلال“
(ويليام نكلسون).
* ”ما أبهى تلاميذ المسيح بعد أن كساهم برداء التسبيح“ (تشارلس سبرجن).
كان الملوك والعظماء قديمًا ( خاصة في منطقتنا العربية) يوظفون شعراء في قصورهم ليقولوا قصائد مديح لهم، مُستخدمين أقوى التعبيرات الغنية بالصور البلاغية، يُعبّرون فيها عن محاسن ملكهم أو ملكتهم. لدرجة أنهم كانوا يتبارون بمنافسة حامية الوطيس لكي يسترضوا أسيادهم ويستجدوا منفعة من رضاهم. هذه القصائد مشبَّعة بالكذب والتملق والنفاق والمبالغة التي تفوق الوصف، أقل ما يوصف به أنه ”مديح غير لائق“، فهم يرددون سجايا وفضائل ليست في محلها، لا تنطبق من بعيد أو قريب على أسيادهم.
وتوجد قاعدة شعرية تقول: ”أروع الشعر أعذبه“، أو أكذبه؛ لكن داود، صاحب الشعر المجيد كانت قاعدته هي: ”أروع الشعر أصدقه“. وقد وصف التسبيح للرب بأنه «لاَئِقٌ»، لأنه في محله؛ ليست فيه ذرة مبالغة أو تملق مطلقًا، بل ستبقى اللغة ذاتها عاجزة عن أن تجد الكلمات التي تصف عظمة صفاته وفضائله المجيدة.