عيد الفوريم

عيد الفوريم


وكتب مردخاي … ليوجب عليهم أن يعيدوا في اليوم الرابع عشر
من شهر آذار واليوم الخامس عشر منه في كل سنة

( أس 9: 20 ،21)


كان من المفروض لو جرت الأحداث في أعنتها كما هو مخطط لها ـ أن يكون هذان اليومان هما أتعس يومين في تاريخ إسرائيل، إذ أنهما يعقبان يوم 13 آذار الذي كان هامان الأجاجي عدو اليهود قد سبق واستصدر قراراً امبراطورياً بإبادة جميع شعب اليهود فيه، إلا أن الله كان بسلطانه يعمل من وراء الستار؛ وفي اللحظة المناسبة استصدرت أستير مرسوماً امبراطورياً يقف بمقتضاه جميع اليهود ضد أعدائهم وينتقمون منهم، يعضدهم في ذلك قوة وتأثير الملكة على كل الشعوب، وهيبة مردخاي على كل رؤساء البلدان، وعليه فقد تحوّل اليومان إلى يومي خلاص وفرح وبهجة، ولذلك وجب العيد.

ومن الجميل أن يكون ميعاد هذا العيد هو الشهر الأخير من السنة الروحية؛ أقصد العبرية، إلا أني أسميها هكذا لأنها ترتبت بشهورها هكذا بعد الفصح، فهذا الميعاد يُرينا عدة أشياء:

(1) أن الكلمة الأخيرة هي لله. فالله يترك الأشرار يحرثون ويزرعون، يخططون وينفذون أحد عشر شهراً، وقبل الحصاد يقول الله كلمته الأخيرة ليعمل حسب مسرة مشيئته.

(2) فيه أيضاً نرى طول أناة الله، فلم يعيِّد شعبه عيد الفوريم إلا في الشهر الثاني عشر، هذه الأناة الطويلة هي التي أثارت على مرّ العصور حيرة الأبرار المتألمين، فكان سؤالهم الدائم هو: حتى متى يا رب؟ والإجابة هي: في الشهر الثاني عشر بعد أن يُخرج الشرير كل شره ويُظهر الله كل أناته.

(3) فيه نرى لطف الله مع الخطاة. فقبل أن يقلب المائدة على رؤوسهم ويجعلهم يشربون كأس الأهوال التي صنعوها بأيديهم، يعطيهم أطول فرصة ممكنة فيها يجاهد روحه معهم لعل لطفه يقتادهم إلى التوبة ( رو 2: 5 ،6).

هل تبحث عن  اَلأَصْحَاحُ الثَّالِثُ سفر أخبار الأيام الثاني نسخة تفاعلية تحوي التفاسير و معاني الكلمات مقسمة بالآيات

(4) ما أجملها نهاية للسنة؟! فقد تحفل السنة بالأحزان، والضيقات بسبب الأشرار، لكن حتماً سيأتي في النهاية عيد «فإن العقب لإنسان السلامة» ( مز 37: 37 ).

(5) لا تنسَ أن هذا الميعاد 13 آذار حددته القرعة، وكان هذا يجري من خلال السحرة والمنجمين. وهنا نرى كأن الشيطان وأعوانه يحددون بأيديهم يوم هزيمتهم وإبادتهم ـ هذه هي سخرية الله من شر الأشرار ( مز 2: 4 ).

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي