مزمور 15 – تفسير سفر المزامير
هذا المزمور يرسم ويظهر لنا طريق السماء. ولكي نحيا في فرح يجب أن نكون في قداسة وأمانة (مت17:19). فهنا نرى شروط السكنى مع الله (يو23:14). فالقداسة وحفظ الوصايا شرط أن نعاين الله (عب14:12). وبيت الرب يليق به القداسة. وهنا نرى خصائص الإنسان التقي الذي يسكن في مسكن الرب. وعلى كل من يدخل بيت الرب ليصلي أن يسأل نفسه ويفحص ضميره بالمقارنة مع هذا المزمور. وربما كان داود وهو يكتب هذا المزمور متأثراً بموت عُزة عندما لمس التابوت وهم ينقلونه ثم بركة الله لبيت عوبيد أدوم. وكان هذا المزمور من مزامير الاحتفال عند باب الهيكل لتذكير كل من يدخل بضرورة نقاوته. هذه مثل صراخ الكاهن الآن “القدسات للقديسين” قبل التناول
وإذ يشعر الشعب كله بالحاجة إلى عمل الله القدوس لتقديسهم يجيبون “واحد هو الآبالقدوس.. “.
آية (1): “يا رب من ينزل في مسكنك. من يسكن في جبل قدسك.”
مسكنك= جاءت في أصلها خيمتك، فالهيكل لم يكن قد تم بناؤه أيام داود. وجبل صهيون= يشير للكنيسة ويشير للسماء حيث نسكن أبديًا مع الله. ومن لا يوجد مستحقًا أن يسكن في الكنيسة الآن على الأرض (الخيمة)، لن يكون مستحقًا أن يكون في السماء للأبد فالخيمة تشير لحياة غربتنا على الأرض. ومن يعيش في العالم بحسب المواصفات الآتية. في الآيات 2-5 يكون له مسكن الله (الكنيسة) مكان راحة وحماية من تجارب العالم. ثم يكون له نصيب في الحياة الأبدية. ومسكننا المؤقت هو جسدنا هيكل الله. ومن يحيا في قداسة هنا فحينما تنتهي حياة غربته هنا على الأرض يكون له مسكن أبدي في السماء (2كو1:5)
الآيات (2-5): “السالك بالكمال والعامل الحق والمتكلم بالصدق في قلبه. الذي لا يشي بلسانه ولا يصنع شرًا بصاحبه ولا يحمل تعييرًا على قريبه. والرذيل محتقر في عينيه ويكرم خائفي الرب. يحلف للضرر ولا يغير. فضته لا يعطيها بالربا ولا يأخذ الرشوة على البرئ. الذي يصنع هذا لا يتزعزع إلى الدهر.”
نصلي هذا المزمور في باكر لنقارن تصرفاتنا مع هذه المثاليات. ولكن من يستطيع أن يحيا في هذه المثاليات دون عمل الرب يسوع فيه، فكأن من يصلي هذا المزمور في صلاة باكر يقول لله “هبني يا رب أن أحيا هكذا كما يرضيك فيكون لي نصيبًا معك”.
السَّلوِكُ بلاعيب = أعماله أمام الناس كاملة. وَالْمُتَكَلِّمُ بالحق فِي قَلْبِهِ = هنا يدخل للعمق ويطلب ان يكون القلب مملوء حقاً، تسكن فيه كلمة الله. لاَ يغش بِلِسَانِهِ = لا كذب ولا رياء ولا وشاية لاَ يَحْمِلُ تَعْيِيرًا عَلَى قَرِيبِهِ = لا يقبل عاراً على جيرانه (سبعينية). الرَّذِيلُ مُحْتَقَرٌ فِي عَيْنَيْهِ = فاعل الشر مرذول أمامه أي لا يشتهي الشر الذي يصنعه الشرير بل يرفضه ويكرهه يحلف للضرر ولا يغير= “الذي يحلف لقريبه ولا يغدر به” (سبعينية). هو ذو قلب مملوء بالمحبة لكل إنسان كالسامري الصالح. مثل هذَا لاَ يَتَزَعْزَعُ إِلَى الدَّهْرِ = يصمد كالجبل هنا على الأرض وله حياة في السماء.
وفي آية (4) يَحْلِفُ لِلضَّرَرِ وَلاَ يُغَيِّرُ = يحلف لقريبه أنه سيفعل كذا وكذا، وإذا إكتشف بعد ذلك أن هذا سوف يصيبه هو بالضرر لا يغير كلامه بل ينفذ لأنه حلف. وهكذا جاءت في الإنجليزية who swears to his own hurt and does not change. المقصود انه يعطي وعدا ويحلف انه ينفذ ، فإذا وجد بعد ذلك ان التنفيذ سيعود بالضرر عليه هو نفسه أى الذى حلف، ينفذ وعده لأنه حلف.
هل تبحث عن  مار نيقولاوس (مار زوخي) وترؤسه ديراً

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي