قال: كانَ في إِحدى المُدُنِ قاضٍ لا يَخافُ اللهَ ولا يَهابُ النَّاس.
” لا يَهابُ النَّاس” فتشير إلى تصلُّب القاضي الظَّالِم الذي لا يهتم بالناس وحاجتهم، ولا يهتم بما يقوله عنه بعض الناس ويُصدر أحكاماً استبداديّةً بعيدةً عن الحقّ والعدل؛ فهو لامبالي. ولو هاب الناس اجتهد القيام بحقوق القضاء وربح مدحهم. كان فساد القضاء آفة اجتماعية ندَّد بها الأنبياء والحكماء وشيوخ اليهود “هذا كلُه رأَيتُه ووَجَّهتُ قَلْبي إلى كُل عَمَلٍ يُصنعُ تَحتَ الشَّمْس حين يَتَسَلَّطُ الإنسان على إِنْسانٍ لِضَرَرِه”(جامعة 8: 9). وهناك العديد من القُضاة غير العادلين والذين لا ضمير لديهم، مُرشدين عميان، وقادة فاسدين ومعلّمين المُضلّلين لا يخافون الله ولا يهابون الناس. مهابة الناس ومراعاة حقوقهم يقترن بخوف الله. فإذا انتفى أحدهما انتفى الثاني.