* تقول النفس، المرآة الحيّة التي تملك الإرادة الحرة: “عندما أنظر إلى وجه حبيبي، ينعكس جمال وجهه عليّ”. يقلد بولس هذه الكلمات بوضوح بقوله: “وفيما بعد لا أحيا أنا بل المسيح يحيا في. أما الحياة التي أحياها الآن في الجسد، فإنما أحياها بالإيمان في ابن الله، الذي أحبني وبذل نفسه عني” (غل 20:2). وعندما يقول: “فالحياة عندي هي المسيح” (في 21:1)، يصرخ بولس أنه نقى نفسه من أي هوى بشري مثل الحزن، الغضب، الخوف، الجبن، الأهواء القوية، الكبرياء، الحماقة، الرغبة الشريرة، الحسد، الانتقام، حب التملك والمكسب أو أية عادة قد تؤدى إلى تخريب النفس. هو وحده الذي يملأ نفسي، هو وليس أي شيء مما سبق ذكره. لقد نُزعت عني كل طبيعتي الخارجية الظاهرة، ولم يبقَ بداخلي أي شيء غير المسيح. حقيقة الحياة عندي هي المسيح” أو كما تقول العروس: “أنا لحبيبي، وحبيبي لي” هذا هو الطهر والنقاء وعدم التلوث والنور والحق الذي يغذي نفسي. إنه لا يغذي بالعشب الجاف أو بالشجيرات، ولكن بروعة قديسيه. يوحي السوّسن ببهاء وإشعاع ألوانه الجميلة… فالذي يتغذى بين السوّسن يقود قطيعه إلى مروج السوّسن حتى تكون: “نعمة ربنا علينا” (مز 17:90) .



القديس غريغوريوس النيسي
هل تبحث عن  " فلَمَّا وَصَلَ يسوع "في الكتاب المقدس

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي