* يقول القديس: “ماذا ينتظرني في السماء؟ ومعك لا أريد شيئًا في الأرض!” (راجع مز 73: 25). هذا يعني: إنك نصيبي، أنت وفرت لي كل الأشياء، لا أطلب شيئًا سوى أن أمتلكك نصيبًا لي!
لم أخضع لأي مخلوق في السماوات، كما يفعل الأمم، وما رغبتُ شيئًا من ثروة وملذات الحياة الغاشة في هذا العالم. لستُ معتازًا، لأنك أنت أصعدتني…
وإذ لا شيء لي، فإني أملك كل شيء (2 كو 6: 10)؛ لأني أملك المسيح، ذاك الآب الذي لم يشفق في السماء عليه، بل بذله لأجلنا أجمعين. كيف لا يهبنا أيضًا معه كل شيءٍ (رو 8: 32)؟ كما قال الرسول. لأن كل الأشياء هي في المسيح، الذي به كان كل شيءٍ، وفيه يقوم الكل مجتمعًا (كو 1: 16-17). لهذا إذ أملك كل شيءٍ فيه، لا أطلب مجازاة، لأنه مكافأة الجميع، لهذا قال المسيح لمن يصير كاملًا، “اَحمل صليبك واتبعني” (مر 8: 34؛ مت 16: 24؛ لو 9: 23؛ مت 10: 38). لأن من يتبعه لا يصير كاملًا بالمجازاة، بل بالكمال يصير كاملًا لأجل المجازاة. لأن المتمثلين بالمسيح ليسوا صالحين بسبب الرجاء، بل لحبهم للفضيلة، لأن المسيح صالح بالطبيعة. وليس رغبةً في نوال مكافأة! لهذا تألم لأنه سُر أن يصنع صلاحًا، لا لأنه أراد أن يكتسب نموًا في المجد من جرَّاء آلامه!
لهذا من يريد أن يقتدي بالمسيح، لا يصنع ما لنفعه هو، بل ما هو لمنفعة الآخرين.
ولهذا السبب عينه يضعف بالنسبة لنفسه، بينما يصير أقوى بالنسبة للآخرين، بازدياد الفضيلة.

القديس أمبروسيوس

هل تبحث عن  ماذا يُقصد بالسماء الجديدة والأرض الجديدة، لأن السماء الأولى والأرض الأولى مضتا (رؤ 21: 1)؟

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي