* لأني اعترف بإثمي وجنوحي دائمًا” (مز ٥١: ٣). إني لن أضع ما ارتكبته خلفي، لأنظر إلى الآخرين، متناسيًا نفسي. لا أدَّعي أنني أُخرج القذى من عين أخي، بينما الخشبة في عينيَّ (مت ٧: ٥).
خطيَّتي أمامي، وليست خلفي. فقد كانت خلفي عندما أُرسل إليّ النبي، ووضعها أمامي مثل نعجة الفقير (٢ صم ١٢). فناثان النبي قال لداود: كان هنا رجل غني جدًا وكان له غنم كثير جدًا، وكان هناك فقير بجواره ولم يكن له إلاَّ نعجة واحدة في حضنه، تأكل من لقمته. فجاء ضيف إلى الرجل الغني، وبدلًا من أن يأخذ من غنمه اشتهى أن يأخذ نعجة الفقير، وذبحها للضيف. فماذا يستحق؟ حمي غضب الملك وهو لا يعلم أن المَثل قيل عنه…

خطيته لم تكن أمامه بعد، بل كل ما ارتكبه كان خلفه. لم يكن قد اعترف بإثمه بعد، لذلك لم يصفح عن خطأ غيره (إذ حكم على الغني بالموت). أما النبي فلهذا الغرض أخذ الخطية من خلف داود ووضعها أمام عينيه، ليرى أن الحكم الذي أصدره بغضبٍ شديدٍ، قد نطق به على نفسه. لقد جعل لسانه سلاحًا يجرح به قلبه ويعصبه.


القديس أغسطينوس

هل تبحث عن  سفر هوشع الاصحاح الثانى

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي