وَالْمُسْتَعِدَّاتُ دَخَلْنَ مَعَهُ إِلَى الْعُرْسِ، وَأُغْلِقَ الْبَابُ ( متى 25: 10) .

موكب العُرس

كانت حفلات العُرس قديمًا في أيام اليهود تمتلك طابعًا خاصًا. فالعريس والعروس يتمشيان داخل قريتهم ويتسابق الجميع، ولاسيما العذارى، ليسيروا وسط هذا الموكب؛ أملًا أن يكنّ هنّ العروس القادم من ناحية، ومن ناحية آخرى ليفرحن مع العريس وعروسته. و يقال أن هذا الموكب الإحتفالي المُبهِج لا يعلم أحد بميعاده، فقط عندما يبوّق أو ينادي أحدهم بقدوم الموكب. لهذا لم يكن غريبًا على مسامع اليهود ذلك المثل الذي قاله يسوع عن العشرة عذارى، الذي فيه يريد أن يعلمنا درسًا عن الملكوت.

مصابيح مضاءة

على عكس الجهلات، الحكيمات كان معهن زيتًا على سبيل الاحتياط يحتفظن به في آنية. حتى إذا فرغت مصابيحهن من الزيت يملأن إياها بما يمتلكن. فكما أن المنارة التي داخل الهيكل كانت ولابد أن تظل مضاءة دائمًا، لذا كان يلزم أن يضاف إليها زيتًا يوميًا. هكذا نحن منتظروا الملكوت لابد وأن تكون مصابيحنا مضيئة دائما لا تنطفئ؛

١. لأن هذا هو الدليل على كوننا أبناء الملكوت، فقد قال لنّا يوحنا” إن سلكنا في النور كما هو في النور، فلنا شركة بعضنا مع بعض (نحن مع يسوع)”.

٢. لنكون نورًا لكل من يسلك في الظلام، مشيرًا لملكوت السماوات “فليضئ نوركم هكذا قدام الناس، لكي يروا أعمالكم الحسنة، ويمجدوا أباكم الذي في السماوات”.

زيتًا في آنية

والزيت يرمز في الكتاب المقدس إلى الروح القدس، والاستعداد هنا كما نراه من الحكيمات، هو أن نملئ آنيتنا من الروح القدس. فنحن عزيزي إن اكتفينا بما نمتلكه من زيت لننير مصابيحنا (كما الجهلات) فسيأتي الوقت الذي فيه تنفذ زيوتنا، بينما إن كنّا نملئ آنيتنا بهذا الزيت الذي لا ينضب فإننا سنكون مُنيرين دائمًا. وهذا هو الاستعداد والسهر الذي قصده يسوع من هذا المثل، أن نكون دائمين الجلوس أمام الله الذي يسكب فينا الروح القدس فننير. فعندما أطال موسى على الجبل أمام الله كان جلد وجهه يلمع.

هل تبحث عن  البرنامج اليومي لبيت خلوة دير القديس أنطونيوس أب الرهبان بكاليفورنيا، أمريكا

هوذا العريس

قطعًا سكيب الروح القدس علينا يكون ظاهرًا للجميع، بل ومُرشدا لهم إذا أرادوا أن يستنيروا. ولكن عند تلك اللحظة؛ لحظة مجيء يسوع لن ينقذ الروح القدس سوى الممتلئين به؛ بسبب هذا قالت الحكيمات للجهلات “لعله لا يكفي لنا ولكن (فقط يكفي لنا)، بل اذهبن إلى الباعة وابتعن لكن”.

ثم لاحظ أن يسوع قال “نعسن جميعهن ونمن” فكلا الفريقين نمن. فإن كن قد آخذتهن الغفلة وأغُلقت عيونهن، لكن الحكيمات كن مستعدات. فحين يبوّق البوق الآخير معلنًا مجيء السيد الرب، لن يأخذ معه سوى المستعد:”فاسهروا إذا لأنكم لا تعرفون اليوم ولا الساعة التي يأتي فيها ابن الإنسان”

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي