لِمَ تَدْعوني صالِحاً؟

فقالَ له يسوع: لِمَ تَدْعوني صالِحاً؟ لا صالِحَ إِلاَّ اللهُ وَحدَه

لِمَ ” في الأصل اليوناني Τί (معناها لماذا) فتشير إلى أداة استفهام وليس استنكار فهي إشارة استفهاميه للتعليل ولا تحمل معني النفي أو الاستنكار.

فالمسيح يقصد من كلامه أن يقول للرجل أنت سجدت لي والسجود لله وأيضا لقبتني بلقب الصالح وهذا أيضا لقب الله، حسنا فعلت ولكن هل بالفعل تعترف بي باني الله الظاهر في الجسد؟ أمَّا عبارة “لِمَ تَدْعوني صالِحاً؟” فتشير إلى رفض يسوع أن يقبل ذاك اللقب من الرجل بناء على اعتقاد ذلك الرجل أن يسوع ليس سوى إنسان لكنه أفضل من سائر الناس حكمة وطهارة.

ويُعلق القدّيس يوحنا فم الذهب “أنّ ما قصده يسوع هو “لا أحد من البشر صالح” كجواب مباشر على الرجل الذي لا يرى في يسوع إلاّ الطبيعة البشرية. وبهذا المعنى، يكتب الأب كالميه البندكتاني”: “يسوع ينسب الجودة والطيبة والبِرّ إلى الطبيعة الإلهيّة” (التي لا يراها الرجل). فيسوع صالح وهو والآب واحد. فعاتب يسوع الرجل الذي لم يُدرك بعد أن يسوع هو المسيح ابن الله. إذ إنه غير مؤمن بان يسوع هو الله بل أنه مجرد معلم. فكأنّ يسوع يقول له: أتعي هذا المعنى للكلمة، وتقصده، وتؤمن هكذا؟ فإن كان هذا حالك، فأنت في الحقّ؛ وإلاّ، فعليك أن تعي ذلك، إمّا لتؤمن به، وإمّا لتعدل عن وصفي به! فيسوع هنا لا يُنكر انه صالح، بل سمَّى نفسه الراعي الصالح (يوحنا 10: 12)،أي انه بلا خطيئة واكد ذلك بطرس الرسول “إنْ كُنْتُمْ قَدْ ذُقْتُمْ أَنَّ الرَّبَّ صَالِحٌ” (1 بطرس 2: 3) لكنه هنا يريد يسوع أن يلفت انتباه الرجل أنَّ رجاءه مرتبط بالله الذي يعطي وحده الحياة الأبدية. لا ننسى أن يسوع هو الله. ويعلق القديس أمبروسيوس “أجابه الرب: لماذا تدعوني صالحًا، وأنت تنكر إني أنا الله؟ لماذا تدعونني صالحًا والله وحده هو الصالح؟ لم ينكر يسوع أنه صالح، بل يشير إلى أنه هو الله… إن كان الآب صالحًا فذاك أيضًا صالح، لأن كل ما للآب فهو له (يوحنا 17: 10). أليس صالحًا من قال أنا هو الراعي الصالح”؟ (يوحنا 10: 11). إذا كان يسوع صالحا فهو الله. وان كان هو ليس الله فهو ليس صالحا. ونحن نعلم أن يسوع صالح، لأنه هو والآب واحد (يوحنا 10: 30).

هل تبحث عن  سنكسار ( يوم الأحد) 25 مايو 2014

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي