مخافة الآب



مخافة الآب


وَإِنْ كُنْتُمْ تَدْعُونَ أَبًا الَّذِي يَحْكُمُ بِغَيْرِ مُحَابَاةٍ
حَسَبَ عَمَلِ كُلِّ وَاحِدٍ، فَسِيرُوا زَمَانَ غُرْبَتِكُمْ بِخَوْفٍ
( 1بطرس 1: 17 )


إن قداسة ذاك المجيد الذي دعانا «إلى مجدهِ الأبدي في المسيح يسوع» ( 1بط 5: 10 )، يجب أن تضع طابعها على طرقنا «كونوا قديسين لأني أنا قدوس» ( 1بط 1: 16 ). والقداسة العملية هي الجواب الصحيح اللائق على دعوتنا السماوية. والرسول بطرس يتكلَّم عنا كمولودين ثانيةً، أي كمَن لنا كأولاد أعز مكانة في عائلة الآب ( 1بط 1: 14 ). وأين هو ذلك الولد الذي لا يدعو أباه، أي يتوجَّه إليه بالطلب والدعاء؟

ومسؤوليتنا بالارتباط مع قرابتنا إلى الآب لها أعظم أهمية. نحن نعرف محبته من نحونا. وقد تمكَّنت قلوبنا من حقيقة أن الله يحبنا، وأنه لا مانع الآن يَحُول دون إعلان هذه المحبة. بسبب هذا لنا ثقة وجرأة قدامه. لكن هذه المحبة العظيمة التي عرفناها بواسطة ربنا يسوع المسيح لا يمكن أن تُنسينا قداسة الله الذي هو أبونا. وكأولاد الطاعة علينا أن نتعلَّم أن امتياز دعوتنا من الآب يحمل معه مسؤولية أن نكون قديسين لأنه هو قدوس. والذي جاء بنا لنكون ضمن عائلته يطلب أن تكون صفات ومميزات عائلته ظاهرة فينا، وأن نكف عن شهواتنا السابقة التي كانت لنا في زمان جهالتنا.

وفوق ذلك فإن الله الآب يطلب من أولاده التوقير اللائق باسمه القدوس، فنقضي زمان غربتنا في هذا العالم في خوف التقوى. فزمان الغربة يجب أن يُقضى في الطاعة اليومية لإرادته تعالى، حتى يؤول ذلك للمدح والكرامة والمجد عند استعلان يسوع المسيح. يومئذٍ ستوزَن الأعمال والتصرفات، وسيُمتحن عمل كل واحد بدون مُحاباة. وكم تكون لهفتنا حينذاك على أن تُزكَّى أعمالنا!

هل تبحث عن  من الأعواز

وعن ممارسة مخافة الله ومهَابته نذكر أنه لمَّا حَلف يعقوب أمام خاله لابان، حلف ”بهيبة أبيه إسحاق“ ( تك 31: 42 )، وفي هذا كان يعقوب يُلقي ظلاً لذاك الذي كان عتيدًا أن يكون نسل إبراهيم الحقيقي. وعن هذا نفسه كتب إشعياء النبي قائلاً: «ويحلّ عليهِ روح الرب، روحُ الحكمة والفهم، روح المشورة والقوة، روح المعرفة ومخافة الرب. ولذَّته تكون في مخافة الرب» ( إش 11: 2 ، 3). فالسير ”بالخوف“ معناه أن تُقضى الحياة في ملء الشعور بحضرة الله، مع الرغبة في عمل مرضاته في كل شيء، وفي كل وقت. وجوابًا على هذه الرغبة، يمنح الله دائمًا فهمًا متزايدًا في معرفة ما هو بحسب فكره.

يا رب كرِّسني وكُنْ
مُمتلكًا إرادتي درِّب حياتي سيدي
في منهجِ القداسةِ .

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي