admin
نشر منذ سنتين
4

أَنا الطَّريقُ والحَقُّ والحَياة

قالَ له يسوع: أَنا الطَّريقُ والحَقُّ والحَياة. لا يَمْضي أَحَدٌ إِلى الآبِ إِلاَّ بي.

عبارة “أَنا” في الأصل اليوناني Ἐγώ εἰμι (معناها “انا هو”) تشير الى الكيان الحي الإلهي كما عرّف الله نفسه لموسى النبي: ” أَنا هو مَن هو” (خروج 3: 14) كواجب الوجود الدائم الوجود وعلة الوجود. أمَّا عبارة “أَنا الطَّريقُ والحَقُّ والحَياة “ فتشير الى تصريحات يسوع ست مرات التي تبدأ ب “أنا”: ” أَنا نُورُ العالَم “(يوحنا 8: 12)، “انا هو باب الخراف” (يوحنا 10: 7) ” أَنا بابُ الخِراف ” (يوحنا 10: 9)، “أَنا الرَّاعي الصَّالِح ” (يوحنا 10: 11)، ” أَنا القِيامةُ والحَياة ” (يوحنا 11: 25)، ” أَنا الكَرمَةُ الحَقّ”(يوحنا 15: 1).

ويحاول يسوع تعليم تلاميذه أسلوباً جديداً في التفكير والنظر إلى اليه لإدراك شكل حضوره. يسوع هو الطريق فقط بقدر ما يقود بتعليمه الى الحياة، بل هو الطريق المؤدي الى الآب بقدر ما هو نفسه ” الحق والحياة” (يوحنا 10: 9). فالطريق ليس خارجًا عنه، والحق ليس له وجود بدونه، والحياة ليست إلاَّ فيه؛ أمَّا عبارة “أَنا الطَّريقُ” فتشير الى صورة مأخوذة من رمزية الخروج (تثنية الاشتراع 1: 30-33) وهي الطريق الطويل الشاق الذي يجب على شعب العهد القديم أن يجتازه تلبية لنداء إلهه معتمدا عليه بالإيمان لبلوغ ارض الميعاد. فقد طبّقت هذه الصورة على الشريعة التي تكشف عن التوجيهات التي يُعرضها الرب على شعبه من أجل المكافآت الأبدية (تثنية الاشتراع 32: 4).

ولكن يسوع أفتتح طريقة جديدة في العهد الجديد للسير كما يريد الله لملاقاته (مرقس 8: 34)، فيسوع هو الطريق الى الآب لأنه افتتحه بموته، إنه الطريق الذي يقود الى الحق والحياة (يوحنا 10: 9)، ولا خلاص إلا باسمه كما جاء في تعليم بطرس الرسول “فلا خَلاصَ بأَحَدٍ غَيرِه، لأَنَّه ما مِنِ اسمٍ آخَرَ تَحتَ السَّماءِ أُطلِقَ على أَحَدِ النَّاسِ نَنالُ بِه الخَلاص” (اعمال الرسل 4: 12). ولذلك فان المسيحية الناشئة سُمّيت “الطريقة” (اعمال الرسل 9: 2)؛ أمَّا عبارة “الحَقُّ” فتشير الى يسوع نور العالم الذي يكشف للناس الطريق الذي افتتحه لهم وهم موتى بالخطيئة.

هل تبحث عن  هتاخ حافظ السر👌

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي