كيف لا إيمان لكم ؟

كيف لا إيمان لكم ؟



فأيقظوه وقالوا له: يامعلم، أما يهمك أننا نهلك؟
فقام وانتهر الريح، وقال للبحر: اسكت! ابكم! ..
وقال لهم: ما بالكم خائفين هكذا؟ كيف لا إيمان لكم؟
( مر 4: 38 – 40)





إننا عندما نكتئب أو نفشل أو ننهار بسبب ضيقة نجتاز فيها، فنحن في الواقع نعاني لا من مشكلة واحدة، بل من مشكلتين، وكلاهما يحتاجان لإله النجاة.

الأولى: هي الضيقة التي نعانيها.

أما الثانية: وهي الأخطر كثيرًا، هي: ضعف إيماننا أو غيابه.

عندما صرخ التلاميذ للمعلم النائم في سلام في مؤخر السفينة، وأيقظوه بهَلع قائلين: «يا معلم إننا نهلك» كانوا في الواقع يعانون من عدم الإيمان، قبل أن يعانوا من البحر الهائج، بل إني لا أستبعد أن يكون الرب سمح بهياج البحر لكي يكشف لهم هذا المرض الدفين، لذلك قام السيد وانتهر الريح وقال للبحر: اسكت، فسكَنت الريح وصار هدوء عظيم! لكن الأهم هو ما فعله السيد بعد هذا، إذ كشف عن المشكلة الحقيقية، فقال لهم: «كيف لا إيمان لكم؟ أين إيمانكم؟».

وفي مرة أخرى كانوا لا زالوا في نشوة أفراح معجزة إشباع الخمسة الآلاف بخمسة أرغفة، متعجبين للغاية مما صار، وبعدها بسويعات قليلة وبمجرد أن هاج البحر عليهم، نسوا كل شيء وخافوا! وعندما أتاهم السيد ماشيًا على الماء ليطمئنهم، بدلاً من أن يطمئنوا، صرخوا! فيقول الكتاب: «لأنهم لم يفهموا بالأرغفة، إذ كانت قلوبهم غليظة».

وفي مرة أخرى، وبعد أن كانوا قد رأوا بأعينهم الحبيب وهو يُشبع الآلاف بالقليل من الخبزات، لا مرة بل مرتين، وجمعوا هم بأيديهم آلاف كِسر الخبز الفائضة عن الجموع بعدما شبعوا، وبعدها مباشرة دخلوا السفينة، وإذ بهم يرتبكون بشدة لأنهم اكتشفوا اكتشافًا خطيرًا، أنه ليس معهم في السفينة سوى رغيف واحد، على الرغم من وجود مُشبع الآلاف معهم في السفينة!! مما جعل الرب يوبخهم أشد توبيخ ( مر 8: 17 – 20).

هل تبحث عن  "أبيكم" فتشير إلى يسوع المسيح في الكتاب المقدس

إخوتي الأحباء: صدقوني إن أعظم مشكلة تأتي من خارجنا، لا تحتاج من معلمنا سوى كلمة لكي تنتهي. كلمة تصنع معجزة! لكن المشكلة الحقيقية، والتي لم تُجدِ معها عشرات المعجزات، هي تلك النابعة من داخلنا، إنها غلاظة قلوبنا وعدم إيماننا! فليرحمنا الرب ويشفِِنا من هذا الداء العضال. .

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي