الظل الـمُريح

الظل الـمُريح


تحت ظله اشتهيت أن أجلس،

وثمرته حلوة لحلقي

( نش 2: 3 )


الظل .. يا له من صورة حية تنطق بكل معاني الراحة والاستجمام. وتعالَ نلقي معًا نظرة على السائح المسيحي، وقد أنهكه التعب من رمال البرية تحت وهج الشمس، فكلَّت يداه وتثاقلت خطواته وخارت قواه؛ وتفكر فيما تساويه رقعة صغيرة من الظل بالنسبة له. إنها الحياة عينها في نظره. وتحت ذلك الظل الرطب، يستطيع ذاك الذي أشرف على الموت أن يجد راحة ويسترد ما فقد من نشاط.

هكذا كثيرون من شعب الله أصبحوا تعابى في عمل الخير، لأنهم يجدون أنفسهم مُثقلين بهموم واهتمامات الحياة الحاضرة، في البيت والعمل، في الأمور الخصوصية والأمور العامة؛ في جميع النواحي هناك ضغط لا ينقطع على قوى الذهن والجسم، وكل عصب فيهم يصيح طالبًا هدنة وراحة.

إن الظروف الحاضرة أصبحت خطرًا جاثمًا يهدد راحة النفس وسعادتها. وأولاد الله الحقيقيون أضناهم التعب والهم، حتى كأنهم غير قادرين على أن يجدوا ساعة هادئة للصلاة والتسبيح وقراءة الكتاب. وكلما ازداد الضغط عليهم، كلما دفعهم هذا إلى التطلع عسى أن تكون هناك غيمة صغيرة قدر كف إنسان في الأفق. إنهم في وسط مشغوليتهم ينسون ذاك الذي هو مجنهم وحصنهم، وبمجهودهم الذاتي يكافحون ويتعبون باطلاً. ولكنهم تحت ضغط الإعياء يصرخون مع عروس النشيد «أخبرني يا مَنْ تحبه نفسي، أين ترعى، أين تربض عند الظهيرة» ( نش 1: 7 ).

هناك تحت ظله نستطيع السُكنى، ليس إلى لحظة، ولكن على الدوام،لأننا لو أردنا لتحققنا الآن من صحة هذا الحق المتعلق بالوعد الكريم «الساكن في ستر العلي، في ظل القدير يبيت» ( مز 91: 1 ). ظِل القدير! هناك الحِمَى الكامل والخلاص الشامل، وهناك أيضًا الشركة مع الرب، وهي أحلى بما لا يُقاس من مجرد التحرر من الاهتمامات والمشغوليات.

هل تبحث عن  اتكأ عزرا ومن معه على قوة الله ونعمته بقلوب نقية

كان للشعب قديمًا ظل تحت نخيل إيليم ( خر 15: 27 ). والآن أيضًا هناك ظل للراحة لجميع المُتعبين. والرب يدعونا لأن نستجيب لدعوته التي يوجهها لنا كما وجهها لتلاميذه قديمًا «تعالوا أنتم منفردين إلى موضع خلاء واستريحوا قليلاً» ( مر 6: 31 ).

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي