محبة المسيح

محبة المسيح


أَنْتُمْ أَحِبَّائِي … قَدْ سَمَّيْتُكُمْ أَحِبَّاءَ

لأَنِّي أَعْلَمْتُكُمْ بِكُلِّ مَا سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي

( يوحنا 15: 14 ، 15)


عندما نصل إلى الأصحاح الخامس عشر من إنجيل يوحنا، نجد تكرارًا مُلفتًا لكلمة المحبة، فيقول الرب: «كما أحبني الآب كذلك أحببتكم أنا. اثبتوا في محبتي. إن حفظتم وصاياي تثبتون في محبتي، كما أني أنا قد حفظت وصايا أبي وأثبت في محبته» (15: 9، 10). كأن الرب يريد أن يقول: لقد تطلَّع الآب من السماء إلى ابنه وأحبَّه جدًا، والآن فإن الابن نفسه يتطلَّع من السماء إلينا ويحبنا جدًا. لقد مثَّل أباه على الأرض، ونحن الآن مُطالبون أن نمثل المسيح.

«اثبتوا في محبتي».. وهذه الكلمات الجميلة يقابلها كلمات المسيح الأسيفة لملاك كنيسة أفسس: «عندي عليكَ: أنكَ تركت محبتك الأولى» ( رؤ 2: 4 ). وأن تثبت في محبة المسيح تُشبه أن يلبث شخص في مكان يتمتع بدفء أشعة الشمس. وأين تسقط أشعة محبة المسيح الدافئة؟ إنها تسقط في مكان الطاعة للمسيح «إن حفظتم وصاياي تثبتون في محبتي». ليس أن طاعتنا للمسيح هي التي ستخلق محبة المسيح تجاهنا أو توجدها، كلا، بل إننا أيضًا لسنا مُطالبين أن نستدر تلك المحبة. إن كل المطلوب منا هو أن نوجد فيها. وإن أطعناه سنجد أننا نتمتع بمحبته لنا.

ثم يذكر الرب في الأعداد التالية ( يو 15: 12 -15) ثلاثة براهين على سمو محبته لنا:

(1) محبته لنا هي محبة اختيارية باذلة (ع13): إذ يقول الرب: «ليس لأحدٍ حُبٌّ أعظم من هذا: أن يضع أحد نفسَهُ لأجل أحبائه» (انظر أيضًا يوحنا الأولى 3: 16).

(2) المسيح يدعو تلاميذه أحباء أو أصدقاء (ع14، 15): لكن دعنا نلاحظ أن المسيح لم يَقُل أنا صديقكم أو حبيبكم، بل «أنتم أحبائي». هو يدعونا أحباء، أما نحن فندعوه سيدنا. هو لا يستحي أن يدعونا إخوة ( عب 2: 11 )، لكننا نحن بسرور وشرف ندعوه ربنا وإلهنا.

هل تبحث عن  مفهوم البنوة لله

(3) المسيح لا يدعو التلاميذ أحباء فقط، بل إنه يعاملهم على هذا الأساس (ع15): فلقد فتح لهم قلبه تمامًا كما فعل مع إبراهيم خليله إذ أخبره ما كان مزمعًا أن يفعله مع سدوم ( تك 18: 17 -21). هكذا الرب هنا يقول: «قد سمَّيتكم أحباء لأني أعلمتكم بكل ما سمعته من أبي». فبينما كان الرب يتكلَّم في الخارج بأمثال، فإنه في الداخل كان يُعلّمهم كل شيء بالتفصيل ( مر 4: 33 ، 34).

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي