ذهبا كِلاهما معًا


ذهبا كِلاهما معًا


«اللهُ يَرَى لَهُ الْخَرُوفَ لِلْمُحْرَقَةِ يَا ابْنِي.
فَذَهَبَا كِلاَهُمَا مَعًا»
( تكوين 22: 8 )


ربما لا توجد صورة رمزية مُعبّرة ومؤثرة مثل صورة إبراهيم ذاهبًا مع ابنه إسحاق إلى جبل الْمُرِيَّا. ومع أن اليد المرفوعة بالسكين قد أُمسِكت، والضربة القاضية لم تقع فعلاً، إلا أن الصورة واضحة المعالم جدًا، وتُعبِّر عن أن «اللهُ … لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ، بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ» ( رو 8: 31 ، 32)، وأيضًا أن ابن الله «رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ … بَذَلَ نَفْسَهُ لأَجْلِ خَطَايَانَا» ( غل 1: 3 ، 4). كان هذا على صليب الجلجثة. هناك ذُبِحَ فعلاً إسحاق الحقيقي، وهناك وقعت عليه الدينونة بلا أدنى شفقة.

كان المشهد القضائي في جلجثة محتومًا وضروريًا لسببين: أولهما أن قداسة الله تُطالب بإدانة الخطية. وصرخة المتألم القدوس: «إِلَهِي، إِلَهِي، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟»، كانت متوافقة تمامًا مع حقيقة أن الله قدوس، وقداسته مُطلَّقة «وَأَنْتَ الْقُدُّوسُ الْجَالِسُ بَيْنَ تَسْبِيحَاتِ إِسْرَائِيلَ» ( مز 22: 3 ). والسبب الثاني هو أن الضمير الذي يستيقظ ليرى حقيقة حالته لا يستطيع أن يجد سلامًا في حضرة الله قبل أن يعرف أن الخطية قد دينت على أساس من العدل المُطلَّق، طبقًا لمطاليب قداسة الله المُطلقة. ولن يجد هذا الضمير راحة إلا متى أيقن تمامًا أنه لا توجد غمامة تحجب الله عنه. هذه هي حالة الضمير المُكمَّل.

كان المسيح هو حَمَل الله الكفء في شخصه، بسبب كماله المُطلق، لأن يحمل دينونة الخطية والخطايا، بكيفية رائعة توفي وتزيد على كل مطاليب العدل الإلهي، حتى أن قداسة الله، بدلاً من أن تقف ضد الخاطئ الذي يؤمن بكفاية موت المسيح، تتحوَّل لتقف إلى جانبه. في الصليب دينت خطايانا بصرامة في بديلنا الذي برضاه حَمَلَ الدينونة طوعًا، باذلاً نفسه حبًا فينا، لكي بالإيمان به نتبرَّر، ويكون لنا سلام مع الله .

هل تبحث عن  البولس من رسالة بولس الرسول الي افسس ( 5 : 8 - 21) يوم السبت

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي