«أَنَاخَ الْجِمَالَ … عِنْدَ بِئْرِ الْمَاءِ … عَلَى عَيْنِ الْمَاءِ »
( تكوين 24: 11 -13)
ذهب العبد بدون اسم ولا عنوان، وصلَّى عند البئر، على عين الماء، واثقًا في أمانة وصلاح إله إبراهيم، أنه سبق وعيَّن العروس، وأنه سيُرسل ملاكه قدامه ويقوده في الطريق، وأنه سيصنع لطفًا إلى سيِّده. البئر صورة لكلمة الله التي تُقدِّم الإطار العام للمشيئة الإلهية، وعين الماء صورة للروح القدس الذي يقود الشخص المُخْلِص والبسيط إلى المشيئة الخاصة لحياته. وإلى كل شخص مؤمن يفكر في الزواج نقول: احذر من ثقافة العالم التي تستبعد الله. ثق أن الله يحمل مسؤولية أبوية، ويعمل الكل حسنًا في وقته، ولا يُفشِّل الإيمان الذي يتعلق به ويسترجي رحمته. لا تتكل على الحكمة الإنسانية والاستحسان البشري الطبيعي. تذكَّر ما قاله الرب لصموئيل: «لأَنَّهُ لَيْسَ كَمَا يَنْظُرُ الْإِنْسَانُ. لأَنَّ الْإِنْسَانَ يَنْظُرُ إِلَى الْعَيْنَيْنِ، وَأَمَّا الرَّبُّ فَإِنَّهُ يَنْظُرُ إِلَى الْقَلْبِ» ( 1صم 16: 7 ). الإيمان يستأمن الله، ويُسلِّم له الطريق ويتكل عليه ويستريح. والاختيار والتعيين الإلهي عليه الختم والمُصادقة والضمان الإلهي مدى الحياة. والبيت الذي يبنيه الإله يثبت طول الحياة، ومهما تمر به من مصاعب يثبت طول الحياة.
أما العلامة التي حدَّدها العبد في صلاته لتتوافر في العروس، فهي التحلِّي بروح النعمة والخدمة والعطاء والأحشاء: «اشْرَبْ وَأَنَا أَسْقِي جِمَالَكَ أَيْضًا» ( تك 24: 14 ). والعلامة هنا تُمثل أعمال العناية المؤكِّدة، والله يعمل ذلك بطرق مختلفة لشخص بسيط يتحسس الطريق ويخاف من الخطأ. لكننا في التدبير الحاضر لا نعتمد بشكل مُطلَق على العلامات كما كان يحدث في العهد القديم، حيث لم يكن عندهم الإعلان الكامل في كلمة الله؛ كل الكتاب، ولم يكن الروح القدس ساكنًا فيهم. لكن ليس لدى الله مانع، في أي عصر، أن يتحكم في الظروف والأحداث والأشخاص ليعطي مزيدًا من النور الذي يُؤكد مشيئته لخائفيه.