admin
نشر منذ سنتين
4
حَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكُم، هُنَاكَ يَكُونُ أَيْضًا قَلْبُكُم

حَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكُم، هُنَاكَ يَكُونُ أَيْضًا قَلْبُكُم

إنجيل القدّيس لوقا ١٢ / ٣٣ – ٤٠
قالَ الربُّ يَسوع: «بِيعُوا مَا تَمْلِكُون، وَتَصَدَّقُوا بِهِ، وٱجْعَلُوا لَكُم أَكْيَاسًا لا تَبْلَى، وَكَنْزًا في السَّماوَاتِ لا يَنفَد، حَيْثُ لا يَقْتَرِبُ سَارِق، ولا يُفْسِدُ سُوس.
فَحَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكُم، هُنَاكَ يَكُونُ أَيْضًا قَلْبُكُم.
لِتَكُنْ أَوْسَاطُكُم مَشْدُودَة، وَسُرْجُكُم مُوقَدَة.
وَكُونُوا مِثْلَ أُنَاسٍ يَنْتَظِرُونَ سَيِّدَهُم مَتَى يَعُودُ مِنَ العُرْس، حَتَّى إِذَا جَاءَ وَقَرَع، فَتَحُوا لَهُ حَالاً.
طُوبَى لأُولئِكَ العَبِيدِ الَّذينَ، مَتَى جَاءَ سَيِّدُهُم، يَجِدُهُم مُتَيَقِّظِين. أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّهُ يَشُدُّ وَسْطَهُ، وَيُجْلِسُهُم لِلطَّعَام، وَيَدُورُ يَخْدُمُهُم.
وَإِنْ جَاءَ في الهَجْعَةِ الثَّانِيَةِ أَوِ الثَّالِثَة، وَوَجَدَهُم هكذَا، فَطُوبَى لَهُم!
وٱعْلَمُوا هذَا: إِنَّهُ لَوْ عَرَفَ رَبُّ البَيْتِ في أَيِّ سَاعَةٍ يَأْتِي السَّارِق، لَمَا تَرَكَ بَيْتَهُ يُنقَب.
فَكُونُوا أَنْتُم أَيْضًا مُسْتَعِدِّين، لأَنَّ ٱبْنَ الإِنْسَانِ يَجِيءُ في سَاعَةٍ لا تَخَالُونَها!».

التأمل: “حَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكُم، هُنَاكَ يَكُونُ أَيْضًا قَلْبُكُم…”
ليس المقصود أن يبيع كل مؤمن أملاكه بالمعنى الحرفي، وإلا سنكون أمام كارثة اقتصادية لا مثيل لها، ارتفاع في العرض يقابله انخفاض في الطلب، الامر الذي يؤدي الى تدهور الأسعار حتى تصبح الخيور المادية في مستوى السلع الحرة، كرمل البحر ومياه المحيطات..
المقصود هنا هو تحرير الانسان من التبعية العمياء للمادة، للسلع، للخدمات، للاستهلاك اليومي الذي يشغل بال الانسان تالفاً أعصابه، حارماً إياه طعم الهناء ولذة السعادة البَسيطة المشبعة من القناعة والمغلفة بلحظات تدوم الى الأبد.

رمزية البيع تتوضح في قول يسوع المأثور :”حَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكُم، هُنَاكَ يَكُونُ أَيْضًا قَلْبُكُم…” إذاً يسوع يتكلم عن شيء آخر، يتكلم عن كيان الانسان وجوهره الذي يتوق الى اللامحدود، الى المطلق، الى اللانهاية، الى ضمانة الحب في الحب والقلب في القلب والكنز في الكنز، دون خطر، دون حدٍ، دون نهاية..

هل تبحث عن  صورة لقداس العيد يصليه البابا شنوده فمن هذا؟!!

يريد الرب ان تكون خيرات الدنيا في تصرفنا، نصنعها، نشتريها أو نبيعها ساعة نشاء، أما خيرات السماء يريدها ان تكون في قلبنا، هي تملك فينا وعلينا..
ربي، “لك كل ما في السماء والأرض” (١اخبار ٢٩ / ١١)، أريد ان اقدم إليك نفسي ” تقدمة طوعية” ( تث ١٦ / ١٠) وان أكون لك على الدوام. ربي اني ” باستقامة قلبي” ( ا اخبار ٢٩ / ٢٧) أقرب لك ذاتي اليوم لأكون خادمك الى الأبد. (الاقتداء بالمسيح)

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي