انجيل لوقا: ١٣ / ٦ – ٩
” أطلب ثمراً.. فلا أجد”
“وقالَ هذا المثَلَ كانَ لِرَجُل شَجرَةُ تِـين مَغروسَةٌ في كَرمِهِ، فجاءَ يَطلُبُ ثَمرًا علَيها، فما وجَدَ. فقالَ لِلكرَّامِ لي ثلاثُ سَنواتٍ وأنا أَجيءُ إلى هذِهِ التِّينَةِ أطلُبُ ثَمرًا، فلا أجِدُ، فاقطَعْها لماذا نَترُكُها تُعَطِّلُ الأرضَ . فأجابَهُ الكرَّامُ اترُكْها، يا سَيِّدي، هذِهِ السَّنةَ أيضًا، حتى أقلِبَ التُّربَةَ حَولَها وأُسمِّدَها. فإمَّا تُثمِرُ في السَّنةِ المُقبِلَةِ وإمَّا تَقطَعُها”.
التأمل: ” أطلب ثمراً.. فلا أجد”
كم تشبهني تلك التينة؟ حالتها كحالتي!! أوراقٌ من الخارج وفراغٌ من الداخل!! إيمانٌ دون أعمال، وتوبةٌ دون ثمار!!
غرستني يا رب تينةً في كرمك، ومنذ أربعين سنة تأتي إليّ وتطلب منّي ثمراً فلا تجد!! وأربعين مرة أفرخت أوراقاً لأستر عري الداخلي وفراغي المميت، وأربعين مرة تركتني سنة أخرى، تنقّب صحرائي وتضع سماداً فوق جذوري اليابسة علّني آتي بثمرٍ … لكن دون جدوى!!!
لم أتعلّم من والدي كيف كان يحمل السماد على كتفه متحملاً رائحته الكريهة وثقله لينثره فوق التراب كي يحصل على ثمارٍ أوفر!!
لم أحسب مثل بولس كل شيء كالزبل لأربحك أيها الكرّام الحنون!!
لم أعترف مثل إبراهيم أني ترابٌ ورماد!!!
ولَم أجلس مثل أيّوب في الرماد!! ولَم أسمع مثله أنك أنت يا رب : “المقيم المسكين من التراب، الرافع البائس من المزبلة” (مز 113: 7).
ليتني أخجل من عطفك وحنانك، ولا أعود أستغلّ طيبتك..
ليتني أنقذ نفسي من الكسل، وأثمر ثمارا تليق بالتوبة حتى لو كان ذلك في الساعة الاخيرة…
إرحم ضعفي يا رب لأني وهمٌ زائلٌ من دونك، واسترني برحمتك بعد أن سترت فراغي بأوراقٍ زائفة سقطت عند أوَّل خريف من التجارب، واغمرني بحبّك أَيُّهَا الكرّام الحنون بعد أن ذقت طعم الخيبة ومرارة الغربة عنك. آمين