الإصحاح الثامن]]>الإصحاحالثامن

آية (1): “فقالالرب ليشوع لا تخف ولا ترتعب خذ معك جميع رجال الحرب وقم اصعد إلى عاي انظر قددفعت بيدك ملك عاي وشعبه ومدينته وأرضه.”

لاحظ أن الشعب كله =جميع رجال الحرب. في وضع استعداد ولا مكان للتراخي والراحة التي اقترحها الجواسيس.ولنلاحظ الشعب كله بروح واحد مستعد وأُخِذَ البعض ليراقب والبعض ليحارب (لذلك سنجدرقمين 30.000، 5000) ولكن لأن الكل كان في وضع استعداد فلقد شارك الكل في الغنيمة.ما أجمل الكنيسة التي تصلي بروح واحدة لأجل مشكلة معينة فلسوف يشترك الكل في فرحةالغنيمة والانتصار.

آية (2): “فتفعلبعاي وملكها كما فعلت باريحا وملكها غير أمروهم غنيمتها وبهائمها تنهبونها لنفوسكماجعل كمينا للمدينة من ورائها.”

الله بدأ هنا يعطيهمثمار جهادهم = غنيمتها وبهائمها تنهبونها لنفوسكم بعد أن قدموا البكور (غنيمةأريحا) لله. ونجد الله يرشد يشوع لخطة عسكرية يضرب بها عاي= إجعل كميناً للمدينة=في أريحا اسقط الله الأسوار أمامهم وهنا لابد من الجهاد فالله بحكمته يدرب أولادهخطوة خطوة ليتعلموا الجهاد ضد حيل إبليس كما تعلم الأم أولادها السير فهي أولاًتحملهم على كتفها (هزيمة أريحا) ثم تتركهم يسيرون فيقعون على الأرض أولاً (سقوطهمأمام عاي) ثم يسيرون بسهولة (انتصارهم ثانية).

الآيات (3-29):”فقام يشوع وجميع رجال الحرب للصعود إلى عاي وانتخب يشوع ثلاثين ألف رجلجبابرة البأس وأرسلهم ليلاً. وأوصاهم قائلاً انظروا انتم تكمنون للمدينة من وراءالمدينة لا تبتعدوا من المدينة كثيراً وكونوا كلكم مستعدين. وأما أن وجميع الشعبالذي معي فنقترب إلى المدينة ويكون حينما يخرجون للقائنا كما في الأول أننا نهربقدامهم. فيخرجون وراءنا حتى نجذبهم عن المدينة لأنها يقولون انهم هاربون أمامناكما في الأول فنهرب قدامهم. وانتم تقومون من المكمن وتملكون المدينة ويدفعها الربإلهكم بيدكم. ويكون عند أخذكم المدينة أنكم تضرمون المدينة بالنار كقول الربتفعلون انظروا قد أوصيتكم. فأرسلهم يشوع فساروا إلى المكمن ولبثوا بين بيت إبلوعاي غربي عاي وبات يشوع تلك الليلة في وسط الشعب. فبكر يشوع في الغد وعد الشعب وصعدهو وشيوخ إسرائيل قدام الشعب إلى عاي. وجميع رجال الحرب الذين معه صعدوا وتقدمواوأتوا إلى مقابل المدينة ونزلوا شمالي عاي والوادي بينهم وبين عاي. فاخذ نحو خمسةآلاف رجل وجعلهم كميناً بين بيت إبل وعاي غربي المدينة. وأقاموا الشعب أي كل الجيشالذي شمالي المدينة وكمينه غربي المدينة وسار يشوع تلك الليلة إلى وسط الوادي.وكان لما رأى ملك عاي ذلك انهم أسرعوا وبكروا وخرج رجال المدينة للقاء إسرائيلللحرب هو وجميع شعبه في الميعاد إلى قدام السهل وهو لا يعلم أمروهم عليه كميناًوراء المدينة. فأعطى يشوع وجميع إسرائيل انكساراً أمامهم وهربوا في طريق البرية.فالقي الصوت على جميع الشعب الذين في المدينة للسعي وراءهم فسعوا وراء يشوعوانجذبوا عن المدينة. ولم يبق في عاي آنية في بيت إبل رجل لم يخرج وراء إسرائيلفتركوا المدينة مفتوحة وسعوا وراء إسرائيل. فقال الرب ليشوع مد المزراق الذي بيدكنحو عاي لأني بيدك ادفعها فمد يشوع المزراق الذي بيده نحو المدينة. فقام الكمينبسرعة من مكانه وركضوا عندما مد يده ودخلوا المدينة وأخذوها وأسرعوا واحرقواالمدينة بالنار. فالتفت رجال عاي إلى ورائهم ونظروا وإذا دخان المدينة قد صعد إلىالسماء فلم يكن لهم مكان للهرب هنا آنية هناك والشعب الهارب إلى البرية انقلب علىالطارد. ولما رأى يشوع وجميع إسرائيل أمروهم الكمين قد اخذ المدينة وأمروهم دخانالمدينة قد صعد انثنوا وضربوا رجال عاي. وهؤلاء خرجوا من المدينة للقائهم فكانوافي وسط إسرائيل هؤلاء من هنا وأولئك من هناك وضربوهم حتى لم يبق منهم شارد ولامنفلت. وأما ملك عاي فامسكوه حياً وتقدموا به إلى يشوع. وكان لما انتهى إسرائيل منقتل جميع سكان عاي في الحقل في البرية حيث لحقوهم وسقطوا جميعا بحد السيف حتى فنواأمروهم جميع إسرائيل رجع إلى عاي وضربوها بحد السيف. فكان جميع الذين سقطوا في ذلكاليوم من رجال ونساء اثني عشر ألفاً جميع أهل عاي. ويشوع لم يرد يده التي مدهابالمزراق حتى حرم جميع سكان عاي. لكن البهائم وغنيمة تلك المدينة نهبها إسرائيللأنفسهم حسب قول الرب الذي أمر به يشوع. واحرق يشوع عاي وجعلها تلا أبدياً خراباًإلى هذا اليوم. وملك عاي علقه على الخشبة إلى وقت المساء وعند غروب الشمس أمر يشوعفانزلوا جثته عن الخشبة وطرحوها عند مدخل باب المدينة وأقاموا عليها رجمة حجارةعظيمة إلى هذا اليوم.”

خطة الحرب

تتلخص الخطة في تكوين 3مجموعات

1.مجموعة مع يشوع

2.كمين 30000 خلف عاي

3.كمين 5000 بين بيت إيل وعاي

مهمة المجموعة الأولىبقيادة يشوع أن تهجم فيخرج عليها جيش عاي فتستدير وتهرب فيظن جيش عاي أنهم سيهربونمثل المرة الأولى فيلاحقونهم ومهمة المجموعة الثانية أنه حين تفرغ عاي من جيشهايعطي يشوع علامة لهذه المجموعة فتقتحم عاي وتشعل بها النيران وتكون النيران علامةليشوع ورجاله فيستديروا لضرب جيش عاي الذي أنهار نفسياً حينما شاهد حريق عاي.

وتكون مهمة المجموعةالثالثة حماية الجيش من أي هجون محتمل من أهل بيت إيل لمعونة عاي.

التفسير الروحي لماحدث: عاي بشرورها تمثل إبليس. والمجموعة التي تهاجم مع يشوع ثم تنسحب وتعود وتضربتمثل شعب اليهود. والمجموعتين (30.000 + 5000) يمثلون الأمم المجموعة الأولى ويشوعبينهم تمثل اليهود. فالمسيح جاء من بينهم. والمجموعتين الثانيتين يمثلان الأمم،وهؤلاء لم يكن المسيح وسطهم “هم آمنوا به دون أن يروه بل لم يكن لهم النبوات التيكانت عند اليهود ولا الناموس”. ويشوع كرمز للمسيح في هروبه أمام أهل عاي يمثلالمسيح الذي استسلم للصليب وبعد ذلك استدار وهجم على إبليس وجنوده هو والذين معه(30.000 + 5.000 + كل رجال الحرب). ولاحظ معنى الأرقام 30.000 = 3×10×1000 =المؤمنين بالثالوث وهم بالمسيح قادرين على تتميم الوصايا (10) فيصيروا سماويين(1000). وهم صاروا بنعمة المسيح (رقم 5 رقم النعمة) سماويين (1000). ولاحظ أنالخطة متكاملة فما كان لفريق أن يغلب دون مساعدة الفريق الآخر. فالكنيسة متكاملةيهوداً وأمم. ولاحظ أن يشوع هو المدبر “ويسوع خرج غالباً ولكي يغلب”(رؤ2:6) وهي رأس جيشه كما أن المسيح رأس الكنيسة، فضرب عاي لم يكن بحيلة بشريةإنما بخطة إلهية استخدم الله فيها خدامه وشعبه، وإن كان هو كرأس للكنيسة قد دبرووهب النصرة.

وفي آية (8) المقصودإشعال حريق في جزء منها كعلامة فالله أعطاهم غنيمة المدينة.

وفي آية (10) وعدالشعب= أي جهزهم بأعدادهم. ومعنى كلمة عد الأصلي إفتقد الرجال في إماكنهم ليتأكدمن استعدادهم. وفي (13) سار يشوع إلى وسط الوادي= ربما لكي يختار أنسب مكان يرىمنه الكمين المختفي وراء التلال خلف عاي ويراه من هذا المكان جيشه حتى يعطيهمالعلامة بالهجوم حين يرى هو الحريق الذي يشعله الكمين.

وفي (14) في الميعاد=ربما الميعاد الذي حدده يشوع للحرب أو الميعاد الذي خرج فيه ملك عاي.

وفي (17) هذا خطأ منملك عاي أن يترك بلده بلا حماية. والله قادر أن يصيب أعداء شعبه بالعمى وفي حقدهمعلى شعب الله يدمرون أنفسهم بأخطائهم. وهذا ما حدث مع فرعون فدمر جيشه في البحر.وفي (18) المزراق= الرمح وغالباً وضع عليه راية وكان يشوع في وضع عالٍ ليراه الكل.فمد يشوع المزراق الذي بيده…. وفي (26) لم يرد يده التي مدها بالمزراق حتى حرم جميعسكان عاي. وقارن مع (18) فقال الرب ليشوع مد يدك بالمزراق

1.أمر الرب يشوع بمد يده يرمز لعمل التجسد الإلهيحيث تشير اليد إلى أقنوم الابن أما بسطها فيعني إعلانها. وكأن الابن أعلن ذاتهخلال التجسد، مصوباً صليبه كمزراق يهدم به إبليس وحصونه ويحرق مملكته بنار روحهالقدوس.

2.يشوع لم يرد يده بالمزراق حتى انتهت الحرب وهذاإعلان أن الله لم يرجع عن مساعدتهم ومد يد العون لهم. وهذا ما حدث مع موسى من قبل.

3.الحربة هي سلاح مخيف للعدو وهكذا الصليب.

4.إذا بدأنا حربنا ضد العدو فلا يجب أن نرتد مرةأخرى بعد أن أشهرنا ضده السلاح ولذلك لم يعيد يسوع يده بالمزراق “من وضع يدهعلى المحراث لا ينظر إلى خلف” بل يجب أن تظل عيوننا إلى الصليب المرفوعفنحارب ونغلب.

5.عدم إرتداد يشوع بيده وبالمزراق يشير لأن المسيحسيظل يحارب عن طريقنا (رؤ6:2)

وفي آية (29) صلب ملكعاي. ملك عاي رمز للشيطان في هذه القصة. ومعنى صلبه أن المسيح بصليبه المنظور صلبالشيطان بطريقة غير منظورة (كو14:2،15) وحطم قوته وعلينا أن نصلب أنفسنا مع المسيح(غل14:6) فصليب المسيح علامة حبه لي وقبولي الصلب معه علامه حبي له. وإذا قبلت هذايكون الشيطان وخداعاته لا سلطان لها علىّ كأن إبليس بالنسبة لي مصلوباً مسمراً.وموضع إبليس (عاي) يصير محروقاً وخراباً.

الآيات (30-35):”حينئذ بنى يشوع مذبحا للرب إله إسرائيل في جبل عيبال. كما أمر موسى عبد الرببني إسرائيل كما هو مكتوب في سفر توراة موسى مذبح حجارة صحيحة لم يرفع أحد عليهاحديداً واصعدوا عليه محرقات للرب وذبحوا ذبائح سلامة. وكتب هناك على الحجارة نسخةتوراة موسى التي كتبها أمام بني إسرائيل. وجميع إسرائيل وشيوخهم والعرفاء وقضاتهموقفوا جانب التابوت من هنا ومن هناك مقابل الكهنة اللاويين حاملي تابوت عهد الربالغريب كما الوطني نصفهم إلى جهة جبل جرزيم ونصفهم إلى جهة جبل عيبال كما أمر موسىعبد الرب أولاً لبركة شعب إسرائيل. وبعد ذلك قرا جميع كلام التوراة البركة واللعنةحسب كل ما كتب في سفر التوراة. لم تكن كلمة من كل ما أمر به موسى لم يقراها يشوعقدام كل جماعة إسرائيل والنساء والأطفال والغريب السائر في وسطهم.”

كان المتوقع هنا أننسمع عن باقي الفتوحات لتستمر قصة وتاريخ الشعب في الأرض لكننا نجد القصة تتوقفلنسمع عن إقامة مذبح علامة شكر لله الذي أعطاهم النجاح والغلبة. فالتاريخ والحروببدون الله لا شئ ولا معنى لتاريخ شعب بدون الله فالغلبة والنصرة هي من عند الله. ونجدهنا يشوع يتمم أوامر موسى (تث1:27-8) ولنلاحظ في هذا المذبح:-

1.لقد حدد الله مقدماً موضع إقامته بـ “جبلعيبال” وزمان إقامته “بعد عبور الأردن وقبل الإنتهاء من الحروب والشعوربالراحة فيها” (يش22:11) والله اختار جبل عيبال لكي يرتفع الشعب عليه بعدالاستيلاء على أريحا وعاي وقبل الدخول في بقية حروبهم حتى يكون لهم علاقة باللهقبل أن ينشغلوا بخيرات كنعان، وحتى يشكروا الله على ما أعطاهم ويطلبون العون لباقيالمعارك. فإقامة مذبح هنا وفي هذا الوقت في منتهى الأهمية. ولنلاحظ أن إقامة هيكلسليمان بعد استقرار المملكة يرمز لدخولنا للسماء، أما مذبح عيبال فيشير لدخولناإلى عربون السماء أثناء جهادنا على الأرض ننعم بالوجود الدائم في حضرة الرب خلالالإيمان لا العيان خلال ذبيحته المقدسة.

2.يقام هذا المذبح من حجارة صحيحة والحجارة تشيرللمؤمنين (1بط5:2) وهي حجارة حية لأنها التقت بمسيحها فصارت فيه صحيحة بعد أنحطمها عدو الخير. ولم يرفع أحد حديداً عليها أي تظل بسيطة كما هي لا يغير العالممنها شئ بأفكاره أو مبادئه، وعدو الخير لا يستطيع أن يأتي بشر عليها لأنها محفوظةفي يدي مخلصها (يو28:10 + 1يو18:5). والكنيسة هي بيت الله والمسيح حجر الزاويةوالرسل والتلاميذ حجارة أساس بسبب قوتهم (أف20:2 + 1كو11:3).

3.وكتب هناك على الحجارة نسخة توراة موسى (آية22). وهكذا يلتحم المذبح بالشريعة أو العبادة بالوصية، فلا قبول لحياتنا كذبيحة حبلله بالعبادة وحدها دون طاعة الوصية الإلهية، ولا طاعة للوصية ما لم يعمل اللهفينا خلال الذبيحة والعبادة. وإذا فهمنا أن الحجارة تشير للمؤمنين فمعنى أن يشوعكتب الشريعة والوصايا عليها فهذا يشير إلى أن يسوعنا المسيح كتب وصاياه في قلوبنا.المذبح الخفي لله. ولاحظ تأثير كلمات المسيح على قلوب تلميذي عمواس وكيف ألهبهما(لو27:24،32).

4.في آية (35) يشوع قرأ كلمات الله لجماعة إسرائيل(الرجال) والنساء والأطفال والغريب= فكلام المسيح صالح للجميع ولكل المستوياتليرفع الجميع، الرجال روحياً، ولينضج الأطفال روحياً، والنساء المدللين غيرالقادرين على الجهاد يصيرهن مجاهدين، والغرباء أي الموعوظين غير المؤمنين يصبرهممؤمنين.


تم نسخ الرابط

هل تبحث عن  الذي بحكمة عظيمة كتم فم المرأة التي كانت تتكلم بتحريضٍ منه

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي