سفر أيوب في صفحة

(في حوادث مأساواية متلاحقة تحوّل أيوب التقي من شخص بالغ الثراء والقوة إلى فقير معدم يُرثى لحاله، وجاء أصدقاؤه الحكماء لتعزيته)
أيوب : الرب أعطى والرب أخذ ليكن إسم الرب مباركاً
(فقد أيوب صحته واُبتلي بالمرض)
أيوب : ليتني ما ولدتُ!
أليفاز: الله يعاقبك على شرك.
أيوب: أنا بارّ؛ فكيف يعاقبني الله على ما لم أفعل؟
بلدد: الله عادل بالتأكيد ولاشك أنك مخطئ، فتب إليه يرحمك.
أيوب: أنا واثقٌ من براءتي، لكن من يعترض على أحكام الله؟
صوفر: هل تعرف أكثر من الله؟ لو تكلم الله لأكّد كلامنا.
أيوب: أعرف أكثر منكم، ولا يحتاج الله إلى دفاعكم، ولو تكلم لأثبت براءتي.
أليفاز: معرفتك ناقصة، وكلامك يثبت أنك مخطئ، والمعروف أن الله لا يعاقب إلا الأشرار.
أيوب: كلامكم فارغ، والحقيقة أني أعرف أكثر، لكن ما فائدة الكلام؟ الأفضل أن أتكل على الله…
بلدد: ونحن نؤكد أن التفسير الوحيد لمعاناتك أنك تعاني بسبب ما ارتكبته من آثام.
أيوب: اثبتوا أني مخطئ، وأنا واثق أن معاناتي ليست دليلاً على خطية فعلتها، لكن حاذروا من الوقوع في الخطأ. وليس أمامي إلا وضع رجائي في الله.
صوفر: لكن ما عرفناه منذ القديم هو ما نردده الآن أن التعاسة والشقاء نصيب الأشرار.
أيوب: فلماذا نرى الكثيرين من الأشرار يعيشون في راحة وسلام؟
أليفاز: لا تدعي البر، وإن كان لم يرك أحدٌ تخطئ فعينا الله تراقبانك.
أيوب: الله يعلم ببري وصلاحي، وما يحيرني أنه لايتكلم، وأكرر : كيف نجد حولنا أشرراً ينعمون بالعيش؟
بلدد: لايمكن أن يتبرر الإنسان أمام الله، وإن كان الملائكة يخطئون فكيف ابن آدم؟!
أيوب: أنا أخاف الله، ولا يمكن أن اخطئ إليه، فالحكمة هي في مخافته، ولكني أؤكد أني بار أمام الله والناس.
أليهو: للأصدقاء: لماذا إصراركم على أن ايوب مخطئ؟ لماذا تصرون على ظلمه؟
لأيوب: لماذا تصر على أنك بار؟ فهل الله ظالم؟ وإن كنتَ باراً فهل أنت أبرّ من الله؟ لايعوزنا إلا أن يتكلم الله ونحن نصغي إليه.
الرب : لأيوب: لست تعرف شيئاً كما تدّعي. أما معرفتي فهي مطلقة، أنا كلي القدرة والمعرفة والحكمة والسلطان وكل الخليقة تعلن ذلك.
أيوب: نعم! أنت على حق، أما أنا فحقير ولا يمكنني مجاوبتك.
الرب: تقول أنك بار وأن البار لا يعاقب؛ فهل أنا ظالم لما سمحت به من آلام؟
أيوب: أنا نادمٌ على ما قلتُ، أنت بارٌّ في كل ماتفعل، كنتُ جاهلاً والآن عرفتك. كنت أعمى الآن أبصرتك.
الرب: عبدي أيوب قال فيّ الصواب، أما أنتم (الأصدقاء الثلاثة) فأخطأتم، فتوبوا وهو يصلي من أجلكم.
(ورد الرب سبي أيوب)
( العجيب أنّ أيوب سبَّ يومه وتمنى لو لم يولد وطلب الموت. لكن بارك الرب آخرته وعاش طويلاً وشبع أياماً)

هل تبحث عن  كنيسة العذراء مريم القبطية الأرثوذكسية، طنط الجزيرة، طوخ، قليوبية، مصر

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي