يا للرياء والخداع الذى به تخدع نفسك والآخرين. فأنت تأمر الناس بالامتناع عن فعل الخطايا كالسرقة والزنا، وتستكره، أى تدعو إلى كراهية الأوثان، ولكنك تستبيح السرقة والزنا وسرقة الأوثان الغالية الموجودة فى هيكل الوثنيين.
أنت تفتخر أنك تعرف وتحترم الناموس، ولكنك بالتعدى على وصايا الناموس وعدم تنفيذها، تهين الله شخصيًا لأنك لا تقيم وزنًا لكلامه … تكون النتيجة النهائية لهذا، أن غير المؤمنين يجدفون، أى ينكرون الدين الذى شرعة الله، بل ويرفضون الله نفسه بسبب تصرفاتكم.
+++ إفحص نفسك يا أخى لئلا تكون معثرًا لغيرك، وما تعلمه للآخرين، تأكد أنك تحاول تطبيقه أولا فى حياتك، فيكون تعليمك أعمق وأكثر قوة وإقناعًا لسامعيك.+++ إذا ادعيت أنك واحد من أولاد الله، فيجب أن تعكس حياتك صورة الله، لأنك عندما تعصى الله، فأنت تهين اسمه، وقد يجدف الناس على الله أي يقولون عنه أقوالا شريرة بسببك، فماذا يقول الناس عن الله عندما يلاحظون حياتك؟
ع 25 – 29
هنا يصحح القديس بولس مفهوم الختان الحقيقى لدى اليهود. فالختان هو عملية الطهارة عند الأطفال الذكور، حيث تنص شريعة موسى على نزع لحم الغرلة منهم بسكين فى ثامن يوم ولادتهم. وقد أمر الله أبونا إبراهيم وأولاده وكل شعب إسرائيل بالختان، لتكون علامة فى جسدهم تميزهم كشعب الله عن شعوب الأمميين. وقد كان اليهود يتكلون على الختان، ويعتبرونه وسيلة تبررهم؛ فصحح لهم القديس بولس هذا المفهوم.
إن الختان ينفع اليهودى إن عمل وصايا الناموس، ولكن إذا كان متعديًا أى غير منفذ للوصايا، فقد صار كإنسان أممى لا يعرف الله أى أعزل (غير مختتن) … فإن كان الأممى الأغرل ينفذ الناموس، فحقًا يحسب وكأنه من أولاد الله المختتنين. وإن كان الأممى الأغرل ينفذ الناموس، فحقًا يحسب وكأنه من أولاد الله المختتنين.
إذًا من هو اليهودى الحقيقى؟ بالطبع هو الذى يمدحه الله.
إذ كلمة يهودى بالعبرية تعنى (مدح)، وعلى أى شئ يمدحه الله؟ بالطبع ليس على ختان الجسد.
من يمدحه الله هو من يكون قلبه مختوناً، أى منزوع عنه الخطية والإثم بسكين الروح القدس، وليس فقط جسده هو المختون حسب وصية الكتاب. هذا هو اليهودى الحقيقى، الذى يسعى لمدح الله وليس مدح الناس.