يشوع 1
يبدأ سفر يشوع وبنو إسرائيل يعسكرون على الضفة الشرقية لنهر الأردن على حافة أرض كنعان. وقبل ذلك بتسع وثلاثين سنة (بعد قضاء سنة في جبل سيناء لأخذ شريعة الله) كان أمام بني إسرائيل فرصة لدخول أرض كنعان، ولكنهم فشلوا في الاتكال على الله، ولذلك لم يسمح الله لهم بالدخول إلى الأرض، بل جعلهم يتجولون في الصحراء إلى أن مات كل الجيل العاصي. وفي أثناء التجوال في الصحراء، أطاع بنو إسرائيل شرائع الله، وعلموا الجيل الجديد أن يطيع شرائع الله أيضا، حتى يدخلوا أرض كنعان
لأن يشوع ساعد موسى سنوات عديدة، فإنه أصبح مستعدا لتولي قيادة الأمة. وتغيير القيادة أمر شائع في كثير من الهيئات. والانتقال الهاديء في مثل هذه الأوقات، أمر لازم لإقامة الإدارة الجديدة. ولا يحدث هذا إلا متى كان القادة الجدد مدربين. فإذا كنت تشغل موقعا قياديا، فابدأ في إعداد شخص ما للحلول محلك، حتى عندما تترك موقعك، أو تنقل إلى مركز أرفع، يمكن أن يستمر العمل بكفاءة. وإذا كنت تتوق إلى شغل موقع قيادي، فتعلم من القادة الآخرين لتكون مستعدا للقيادة متى حانت الفرصة.
كان العمل الجديد ليشوع يتضمن قيادة أكثر من مليون شخص إلى أرض جديدة غريبة والاستيلاء عليها. وما كان أشقها من مهمة، ولو لرجل في مثل وزن يشوع! وكل عمل جديد يضع تحديا أمام الإنسان، وبدون الله يمكن أن يكون مخيفا، ولكن مع الله يمكن أن يكون تحديا عظيما نرى فيه قدرة الله. وكما أكد الله ليشوع أنه سيكون معه، فإنه أيضا معنا ونحن نواجه تحديات جديدة. قد لا نهزم أمما، ولكننا قد نواجه مواقف صعبة، وأناسا عتاة، وتجارب قاسية. ولكن الله يعدنا بأنه لن يتركنا أو يتخلى عن معونتنا بغض النظر عن مشاعرنا. وإذ نطلب الإرشاد من الله، كما فعل يشوع، نستطيع نحن أيضا أن نتغلب على الكثير من تحديات الحياة.
يظن كثيرون من الناس أن النجاح يتوقف على الثروة أو القوة أو الاتصالات الشخصية القوية، والرغبة التي لا تهدأ في التقدم. ولكن استراتيجية النجاح التي علمها الله ليشوع تناقض هذه القائمة، فقد قال الله ليشوع إنه لكي ينجح يجب أن : (١) يتشدد ويتشجع لأن العمل الذي أمامه ليس عملا سهلا. (٢) يطيع كلمة الله. (٣) يذكر الشعب دائما بالحقائق التي في كلمة الله. (٤) يقرأ يوميا كلمة الله ويدرسها. فلكي تنجح، اتبع كلمات الله ليشوع، وقد لا تنجح حسب معايير العالم، ولكنك ستنجح نجاحا باهرا في عيني الله.
ما أعجب أن نقرن النجاح بالطاعة! يظن كثيرون أن النجاح معناه السيطرة على آخرين. أما النجاح عند يشوع فكان يعني أن يسيطر عليه الله. وكثيرا ما لا نستطيع رؤية نتائج أو فوائد اتباع الله. وعندما لا نكون على يقين مما يجب أن نعمله، فإن إطاعة ما أعلنه الله في الكتاب المقدس، هي الخطوة الوحيدة الأكيدة التي نستطيع أن نخطوها. فاعزم على تخصيص وقت كل يوم لقراءة كلمة الله والتأمل فيها. ذكر نفسك بكلمات الله نهارا وليلا. واعمل اليوم بما تعرف أن الله قد قاله، وسيضمن الله لك النجاح في تحقيق مقاصده.