إقامة إبن أرملة نايين
نعود بالتاريخ إلى هذا المشهد الرائع حينما ذهب يسوع هو وتلاميذه إلى مدينة تدعى نايين وهي مدينة صغيرة جدا تقع جنوب شرق الناصرة. وهدف المسيح من زيارته، تقديم رسالة التوبة للجميع
فهو شخص يحب الكل ويعطف على كل من يلاقيه ويريد أن يصالح الخطاة مع الله، فكان يقف ويتحدث بصراحة ووضوح عن رسالته السماوية حول لزوم التوبة والإيمان لنوال الغفران التام.
وحينما وصل إلى باب المدينة شاهد ميت محمول ابن وحيد لأمه. مما لا شك فيه أنه موقف محزن جدا شاب وحيد، بموته شعرت الأم أن كل شيء قد انتهى، وأن الحياة توقفت فجعلت صمتها الكبير من الخارج يتحدث عن حزنها الدفين في داخل قلبها المجروح.
ووسط هذا الجمع الكبير من الناس وقف المسيح ونظر إلى أمه “فلما رآها الربّ تحنن عليها وقال لها لا تبكي” لوقا 7: 13. هذا هو قلب المسيح الحقيقي الذي يتحنن علينا عندما يجدنا في ظروف صعبة، وهو الذي يشفق على المتعبين والثقيلي الأحمال فهو يشعر مع الجميع لأنه رب الجميع. في تلك اللحظات الحرجة وفي خضم الحزن الشديد الذي يلف هذا المنظر المهيب.. “تقدم ولمس النعش فوقف الحاملون” لوقا 7: 14.
إن لمس النعش عادة هو عمل يتنجس فيه الإنسان حسب الطقس اليهودي وقد أظهر يسوع بعمله هذا مناعته الخارقة ضد نجاسات الموت لأن سلطانه الكبير أزال في الحال كل وجود للموت والنجاسة. فصرخ بصوت خرق السكون الكبير “أيها الشاب لك أقول قم فجلس الميت وابتدأ يتكلم فدفعه إلى أمه” لوقا 14:7.
ما أعظم اعمالك يا إلهي إذ وانت في الجسد أقمت الموتى وجعلت حياة جديدة تبض في قلوبهم. ما أقدر هذا السلطان الذي لك فأنت أقوى وأعظم من الموت الذي يخيف الجميع، حيث وقفت أمامه بقوتك وصرخت للشاب قم من جديد من بين الأنقاض قم من جديد من تحت سقف الغربة البعيدة قم لكي تجد نفسك بين أحضان أمك التي فقدتك.
هذا هو يسوع الذي يفعل ويطبق ما يقول. هذا هو يسوع الذي جاء لكي يقيمنا نحن الخطاة من يد الموت الروحي الذي جعلنا ننفصل عنه بعد أن تمردنا وابتعدنا، وحده يسوع يستطيع أن يقيمنا وأن يغفر لنا خطايانا فهل نقبل إليه بروح التوبة والخضوع؟