ثدياك كخشفتين توأمي ظبية. عنقك كبرج من عاج. عيناك كالبرك في حشبون عند باب بث ربّيم

ثدياك كخشفتين توأمي ظبية
” ثدياك كخشفتين (توأم من الغزلان الصغيرة) توأميّ ظبية. عنقك كبرج من عاج. عيناك كالبرك في حشبون عند باب بث ربيم. أنفك كبرج لبنان الناظر تجاه دمشق” (7: 3، 4).
سبق أن تكلمنا عن “ثدياك كخشفتين توأمى ظبية” في (نش 4: 5) وقلنا أن الثديين رمز للنمو والنضوج -وهما هنا رمز للنضوج والنمو الروحيين- وهما كذلك رمز لتغذية الآخرين.. وقلنا أن السيد المسيح يظهر للكنيسة متمنطقا عند ثدييه بمنطقة من ذهب girded about the chest with a golden band (رؤ 1: 13) إذ يقدم العهد القديم والعهد الجديد كثديين ترضع منهما الكنيسة وتتقوت بهم..
” عنقك كبرج من عاج ” – سبق أن عرضنا لنفس التشبيه في (نش 4: 4).. وصف عنقها “كبرج داود المبنى للأسلحة ” أي أنهار راسخة وقوية تواجه الحروب – أما هنا فيصف عنقها “كبرج من عاج”.. وسبق أن أشرنا في (نش 5: 14) إلى أن العاج يشير إلى قبول الآلام حتى الموت – حيث يستخرج من الفيل خلال آلامه، وليس كالأحجار الكريمة الأخرى . إن هذا الوصف ينطبق على النفس البشرية التي تحتمل آلام الجهاد حتى الدم ضد الخطية، كما يشير إلى ما احتملته الكنيسة من آلام لتظل الكنيسة شامخة كالبرج.. كما أن البرج أبيض ونفيس وهذا ما يشير إلى طبيعة هذه الصفات وقيمته.. إنه يشير إلى طهارة النفس والكنيسة ونقاوتها.
“عيناك كالبرك في حشبون عند باب بث ربيم”.
قبلا وصف العريس عيني محبوبته بعيني الحمامة حيث تتجلى فيهما صورة الروح القدس الذي يقدس حياتهما الداخلية.. وهنا يصف عينيها بالبرك.. ولم يصفهما بمياه الآبار التي توجد في أعماق مظلمة. أما مياه البرك فمكشوفة ومعرضة لضوء الشمس، ومنفتحة نحو السماء.. هذا الانفتاح نحو السماء يولد انفتاحا نحو البشر.. معروف أن البرك تمتاز بوجود السمك بها. والسمك يرمز للبشر “أجعلك صيادا للناس”!!
أما كلمة حشبون فمعناها مجتهد.. هذا الاجتهاد من جهة العينين هو في النظر إلى الإلهيات.. إن العين كما قال عنها المسيح هي “سراج الجسد”!! والمعنى أنها هي التي تقوده في الطريق.

هل تبحث عن  النفسية محتاجة حضنك

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي