admin
نشر منذ سنتين
6

أدخلني الملك إلى حجاله. نبتهج ونفرح بك. نذكر حبك أكثر من الخمر. بالحق يحبونك

” أدخلني الملك إلى حجاله. نبتهج ونفرح بك. نذكر حبك أكثر من الخمر. بالحق يحبونك” (نش 1: 4).
طلبت العروس إلى العريس أن يجذبها وراءه. وكانت النتيجة أنه أمسك بها وأدخلها إلى حجاله الروحي في أبهى وأبهج لقاء!!
يرى العلامة أوريجينوس في تفسيره أن الدخول إلى الحجال هو الانتقال من تفسير كلمة الله تفسيرًا حرفيًا إلى التفسير الروحي العميق، والدخول بعمل الروح القدس إلى أسرار كلمة الله.. ويرى البعض أن الحجال الإلهي هو سر المعمودية المقدس.. تلتقي النفس في جُرن المعمودية بالمسيح عريسًا، ويلبس الإنسان الجديد، وتلبس النفس المسيح كثوب أبيض للعرس الأبدي، تلبسه كثوب برّ وقداسة، تتزين به وتحيا إلى الأبد.. يقول بولس الرسول “لأن كلكم الذين اعتمدتم للمسيح قد لبستم المسيح” (غل ٣: ٢٧).

أدخلني الملك إلى حجاله. نبتهج ونفرح بك. نذكر حبك أكثر من الخمر. بالحق يحبونك
وماذا في هذا الحجال..؟! هناك تنبهر أبصار العروس بطلعة العريس البهية.. هناك تتمتع النفس بالشركة الهادئة والمناجاة الحِبيّة في تلك الغرفة السرية.. هناك السعادة الحقيقية التي تنشدها كل نفس “لأن يومًا واحدًا في ديارك خير من ألف” (مز ٨٤: ١٠).. “واحدة سألت من الرب وإياها ألتمس أن أسكن في بيت الرب كل أيام حياتي لكي أنظر جمال الرب” (مز ٢٧: ٤).
ثم أن العروس تعترف أن العريس هو الذي أدخلها إلى حجاله “ليس أننا كفاة من أنفسنا أن نفتكر شيئًا كأنه من أنفسنا بل كفايتنا من الله” (٢كو ٣: ٥).. “بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيء”.. إننا كحمامة نوح التي أطلقها ليعزف حالة الأرض بعد توقف الطوفان. لما لم تجد مقرًا لرجلها عادت إلى الفلك. ولكنها لم تستطع الدخول وحدها “فمد نوح يده وأخذها وأدخلها إلى الفلك” (تك ٨: ٩).
لقد أدرك داود هذه الحقيقة وهى أنه من ذاته لا يستطيع الدخول إلى حجال الملك ولذا قال “واحدة سألت من الرب وإياها ألتمس أن أسكن في بيت الرب..”.
العريس هو الذي أدخلها، ولكنه في نفس الوقت هو الملك.. هذا هو الذي أتى المجوس من المشرق ليسجدوا له وهم يتساءلون “أين هو المولود ملك اليهود؟”!!
“نبتهج ونفرح بك”
على الرغم من أن العروس دخلت حجال الملك ولا شك أن هذا الحجال كان فيه من الأمور التي تبهر النفس لكن موضوع بهجة العروس وفرحها هو العريس ذاته “نبتهج ونفرح بك”..
إن مريم المجدلية وهى عند قبر المخلص، رأت ملاكين بثياب بيض. لكن منظرهما لم يشغل قلبها وفكرها لأن هدفها الأوحد كان هو السيد نفسه “من لي في السماء ومعك لا أريد شيئًا في الأرض” (مز ٧٣: ٢٥).

هل تبحث عن  كلمات ترنيمة هذا هو يوم الرب، فلنفرح ولنتهلل فيه، هللويا *

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي