الميل الثاني
عادة يشعر الناس بالاستياء إذا حاول أحد تسخيرهم في خدمة أو عمل ما. ولكن السيد المسيح ينصح تلاميذه بأن يفرحوا بخدمة الآخرين بغير مقابل.. وهذا هو مغزى السخرة. أي أن يفعل الإنسان شيئًا، ولا ينال أجرًا ممن سخره.
إن الإنسان الذي ينتظر المكافأة من الله، لا يعنيه في شيء مكافأة الناس له. بل يعتبرها فرصة ثمينة أن يتعب من أجل راحة الآخرين، دون أن ينتظر منهم المقابل.. كقول الرسول: “لا بخدمة العين كمن يرضى الناس، بل كعبيد المسيح عاملين مشيئة الله من القلب” (أف6: 6).
الميل الثاني
ولسبب الفرح الملازم للخدمة المجانية، فإن تلاميذ الرب مستعدون للتسخير في الميل الثاني، ناظرين إلى الأجر الصالح السماوي. إنهم يدخرون لأنفسهم أجرًا سمائيًا غير ناظرين إلى الأرضيات بل إلى السماويات.
إن خدمة الميل الثاني هي برهان التحرر من محبة الذات.. وهى برهان الفرح بالخدمة دون مقابل، بل هي فرصة العطاء في الخدمة، والمعطى المسرور يحبه الرب.
الميل الأول يكون بناء على طلب الآخرين.. أما الميل الثاني فهو بمبادرة اختيارية تجعل لخدمة الميل الثاني قيمة ومعنى حقيقيًا.
الميل الثاني لا يكون في الخدمة فقط، بل في فضيلة الاحتمال بصفة عامة. والسيد المسيح يدعونا إلى طول الأناة والصبر في التعامل مع الآخرين. لهذا قال بطرس الرسول: “قدموا في إيمانكم فضيلة، وفي الفضيلة معرفة، وفي المعرفة تعففًا، وفي التعفف صبرًا، وفي الصبر تقوى، وفي التقوى مودة أخوية، وفي المودة الأخوية محبة” (2بط1: 5-7).
الفضيلة هي ما يفضل أو يزيد.. أي هي الميل الثاني في كل معاملات الإنسان مع الله ومع الناس،وقد أوضح معلمنا بطرس ارتباط الفضيلة بالصبر والمحبة.. المحبة التي تحتمل كل شيء، وتصبر على كل شيء، وترجو كل شيء.
الميل الثاني في العلاقة مع الله هو عدم الاكتفاء بتقديم العشور فقط، لأن الإنسان بكامله هو لله.
والميل الثاني في العلاقة مع الله هو عدم الاكتفاء بالامتناع عن الخطية فقط، بل الحرص على محبة البر وممارسة الفضيلة.
الميل الثاني في العلاقة مع الله هو عدم الاكتفاء باهتمام الإنسان بخلاص نفسه فقط، بل الاهتمام بخلاص الآخرين، على الأقل عن طريق الصلاة من أجلهم بحرارة.
هل تبحث عن  الكاثوليكون من رساله بطرس الاولى ( 5 : 1 - 14 ) يوم الاثنين

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي