ملكوت السموات

ملكوت السموات

بعد معمودية السيد وتجربته في الصحراء وتسليم يوحنا المعمدان ابتدأ السيد بعمله علناً، مكمّلاً عمل يوحنا المعمدان، فبدأ الإله المتجسد أن يعظ بنفس كلمات ذاك الذي عمّده، دعى يوحنا الشعب للتوبة، وكذلك علّم السيد المسيح باقتراب ملكوت السموات وضرورة التوبة “يكرز ببشارة ملكوت الله ويقول قد كمل الزمان واقترب ملكوت الله فتوبوا وآمنوا بالانجيل” (مر14:1-15). وصية السيد لتلاميذه كانت أن يعظو بالتوبة وعنهم أخذت الكنيسة الوصية منذ ألفي عام “وأن يكرز باسمه بالتوبة ومغفرة الخطايا لجميع الأمم” (لو 47:24).
انجيل ملكوت السموات
التوبة هي عظة المسيح لكل الشعب، هو لم يكتفي بالوعظ بل رافقه بصنع العجائب، كل هذه العجائب هي “علامات” واثباتات على تحقيق ملكوت الله على الأرض، وهناك علامات أخرى على تحقيق الملكوت كأن لا يكون للشيطان حكم عليها وأن لا تقوى الخطيئة وأن لا يحكم الموت، يمكننا تحقيقه بأن نكون مواطنين فيه، وكي يصبح إنسان ما مواطن لملكوت السموات يجب أن يتوب وأن يغير طريقة حياته السيئة أي أن يكون لديه “فكر المسيح” (1كو16:2) وأن يصبح تلميذ وصديق للمسيح.

ملكوت السموات هي أعجوبة، وكونها اعجوبة تُعاش من الصغار ومتواضعي القلوب وليس بالضرورة من حكماء العالم، لذلك تُكتشف، وفقط، من ذوات القلوب النظيفة. ملكوت السموات على الأرض هو يسوع المسيح، لثلاث سنوات بُذرت كلمة الله في النفوس وملكوت الله ينمو ويثمر كبذر مزروع في نفوس المؤمنين، مثل أي بذر ينمو ليصبح شجرة مثمرة وكأي خميرة تخمّر الطعام كلّه.
يعطي ملكوت السموات الحياة للعالم، وهو يدخل بدون مراقبة إلى العالم “لا يأتي ملكوت الله بمراقبة” (لو20:17) أي ليس بطريقة واضحة للجميع، مع الزمن سيصبح شجرة ضخمة تستضيف عليها كل طيور السماء وفي ظلّها ستحوي كل أمم الأرض. خارج الملكوت يمكن أن نرى الأشخاص السيئين ولكن ستأتيهم الساعة ويحترقون.
أمثال ملكوت السموات
منذ زمن يوحنا المعمدان حتى الأن، يُكتسب ملكوت السموات بالجهد ويسكنه كل الذين يجاهدون “ومن أيام يوحنا المعمدان إلى الآن ملكوت السموات يُغصب والغاصبون يختطفونه” (متى12:11). تحدث يسوع المسيح عن هذا الملكوت الذي بداخلنا “لأن ها ملكوت الله بداخلكم” (لو21:17) ومن حولنا بامثال. الأمثال هي قصة يرويها الإله المتجسد كي يعرض تعليمه بطريقة تصويرية، البعض يفهمها والبعض الآخر لا، ربما سيتوبون يوما ما، “ما عسى أن يكون هذا المثل فقال لكم قد أعطي أن تعرفوا أسرار ملكوت الله وأما للباقين فبأمثال حتى إنهم مبصرين ولا يبصرون وسامعين ولا يفهمون” (لو9:8-10). أُغلقت عيونهم وصمت أذانهم بسبب قساوة قلوبهم وعدم توبتهم واصبحوا بخطر أن لا يخلصوا، كل الأمثال توضح بشكل جلي بأن يسوع منذ البداية وعظ “توبوا فقد اقترب ملكوت السموات” وحتى نهاية تحقيقها تتطلب فترة زمنية طويلة. في البداية سيعظ العالم كلّه عن ملكوت الله حتى يسمع به كل الأمم بعدها ستكون النهاية.
الزمن من قيامة السيد حتى مجيئه الثاني سيكون زمن “شهادة يسوع المسيح” (رؤ2:1) لأعضاء الكنيسة وزمن التجارب للقديسين، في نهاية هذا الزمن سيكون العشاء الأخير للسيد والذي سيشارك فيه اناس من كل الأمم وبدون تمييز، لباسهم لهذا العشاء سيكون إيمانهم بيسوع المسيح، سيرثون هذا الملكوت، بعد المجيء الثاني، كل المؤمنين “تعالوا يا مباركي أبي رثوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم (مت34:25) وملكوت الله هذا “لا يكون لملكه نهاية” (لو33:1).
ملكوت الله ونحن
ملكوت الله هو أكبر هدية من الله للإنسان، وكي نربحه علينا أن نشتهيه ونتعب من أجله. اولاً نحتاج للتوبة والإعتراف لأن أساس ملكوت الله هي التوبة، ثم المناولة المقدسة التي هي بذور القيامة فينا. كل شيء من بعد قيامة السيد هو هبة وهدية ولكن يجب أن نكسب هذه الهبة.
يُعطى ملكوت الله لهؤلاء للذين يحبون المسيح وصورته على الأرض، أخيه الإنسان، بدون حدود أو شروط، وهم الأبرار و الأطفال في قلوبهم والذين يتجاوزون تجارب الحياة بصبر والذين يحملون أتعابهم كصليب حياتهم والذين يضحون بكل شيء من أجل المسيح. لأن الخوف موجود: لأن كثيرون هم المدعوون وقليلون هم المنتخبون (متى14:21). فلنعد كالأطفال ولنقم بأعمال تليق بالتوبة.
هل تبحث عن  هل الإيمان يناقض التقدم العلمي؟

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي