المياه تتحول إلى سور!
أعلن هذا العمل حب الله للإنسان وعمله الخلاصي،
إذ يقول العلامة أوريجينوس: [المياه تصير جبالًا! المياه الراجعة تصير سورًا…! ويظهر عمق البحر، وإذا هو رمال فقط! ليتك تدرك محبة الخالق، فإنك إن أطعت إرادته، وحفظت ناموسه يسخر الأشياء لتعمل ضد طبيعتها لأجل خدمتك ]
كثيرًا ما انشغل العلامة أوريجينوس بمنظر خروج الشعب تحت قيادة موسى النبي، وعبورهم بحر سوف. فما أن ضرب موسى البحر بعصاه حتى انشق أمام الشعب كمن يرحب به للعبور خلاله.
إنها صورة رائعة لكنيسة العهد الجديد وهي تتبع مسيحها، بل تلتصق به بكونها الجسد المتحد بالرأس ، وبعصاه أو صليبه يتحول العالم المضطرب بأمواج تجاربه العنيفة إلى طريق ممتع للعبور نحو الأبدية. تتحول المياه المهلكة إلى سورٍ عن اليمين وعن اليسار، ليسير المؤمن في طريق الاعتدال بلا انحراف يمينًا أو يسارًا. يسير في حصانة مسيحه، الذي يحول كل الأمور لبنيان نفسه.
* أمر موسى أن يضرب البحر بالعصا لينشق وينسحب، فيدخل شعب الله البحر (خر 14: 21-22؛ 26)، وتخدم طاعة العناصر الإرادة الإلهية. وعندما صارت المياه التي كانوا يخشونها سورًا على اليمين واليسار (خر 14: 29) لعبيد الله، لم تعد مهلكة بل حامية. لذلك تجمعت المياه في كومة ومنعت الأمواج التي تنحني عليهم. نال السائل جمودًا، وصار قاع البحر جافًا كالتراب. لاحظوا صلاح الله! إن أطعتم إرادته، واتبعتم ناموسه يُلزم العناصر نفسها أن تخدمكم حتى على خلاف طبيعتها!
* يا لها من تجربة قاسية أن تعبر في وسط البحر! ترى الأمواج ترتفع عاليًا بصوت رهيب ودوامات المياه ثائره! إن اتبعت موسى، أي شريعة الله، تصير لك المياه أسوارًا على اليمين واليسار، وتجد طريقًا لأرض يابسة وسط البحر. علاوة على هذا، يمكن أن يحدث هذا في الرحلة السماوية، فنقول أن النفس توقف مخاطر المياه! عظيمة هي الأمواج التي توجد هناك! .
* من كان مصريًا وتبع فرعون يغرق في طوفان الرذائل. أما من يتبع المسيح ويسير كما سار هو، تصير المياه له سورًا عن اليمين واليسار. يسير في الطريق الوسطي على أرض يابسة، لا ينحرف يمينًا أو يسارًا حتى يعبر إلى الحرية، ويرنم تسبحة النصرة للرب، قائلًا: “اسبح الرب لأنه بالمجد تمجد” (خر 15: 1) .